في مسرحية «القيامة» .. المأساة الايزيدية.. تُحاصر الذاكرة العراقيَّة

الصفحة الاخيرة 2021/08/16
...

 بغداد: نور الأخرس
عرضت ضمن مهرجان المسرح الوطني، في الاسبوع الماضي مسرحية «القيامة» على مسرح الرافدين وحظيت بتفاعل كبير من قبل الجمهور، لانها اضاءت عوالم الفاجعة الايزيدية.
اذ حاول المؤلف أن يصل إلى احساس المشاهد، لاسيما ان عرض المسرحية جاء متزامنا مع الذكرى السابعة لاحتلال سنجار من قبل عصابات «داعش» الارهابية، وهي ايام لن تغيب عن ذاكرة كل عراقي. 
وسرد كاتب المسرحية جميل الرجة في عمله حكايات المدينة والفتيات والموت المُلازم لهن في ظلام تلك الايام، بدءا من قتل شُبانها وتشويه اجساد فتياتها، وصولا الى زرع الخوف الدائم في نفوس أطفال المدينة، وهذه هي الرسالة التي حاولت المسرحية ايصالها بالتركيز على عرض ثيمة الخراب القادم من مدعي الدين المزيف.
الكاتب الرجة بيّن لـ «الصباح» ان «العمل تناول المأساة الايزيدية، لتبقى حية في الذاكرة العراقية، وليسلط الضوء على الخراب الذي خلفته تلك المرحلة، ونحن نعيش الموت كل ليلة، والحروب كل نهار، ولا احد يشعر بذلك سوى من عاشها، وفي مرحلة ما لم نكن نطلب سوى الموت بلا ألم».
في حين المح مخرج العمل حسين جوير أن «مسرحية «القيامة» ليست تجربتي الاولى، فقبلها قدمت أعمالًا مثل «المهرج» و«سوناتا والرصاص»، بمشاركة الممثلة شيماء جعفر، بطلة «القيامة»، وفي العملين اللذين قدمتهما حاولت وصف معاناة الشاب العراقي بمواجهة الحروب التي سرقت سني عمره حتى اصبح وسط متاهة لا خلاص منها». 
واضاف ان «العمل يرمز الى صناع الموت الذين يمثلهم القتلة، قتلة الارض والحضارة والروح، وهؤلاء مشوا على جثث موتانا، لكن الجانب المشرق في هذا الظلام هو المرأة، فلا استسلام معها ولا خوف يبقى في روحها، دائما تنفي كل ذلك وتقف بوجه الموت والابادة كما اعتدنا أن نراها دائما».
ويجب أن ننبه هنا الى أن الحر الذي لسع اجساد الحضور في قاعة المسرح أثلجه اداء الممثلة شيماء جعفر، الشابة الطموح التي سبق أن شاركت في عدد من المسلسلات والمسرحيات، وكان اداؤها لافتا وحضورها مميزا، لمسه الجمهور بعد لحظات من ظهورها على خشبة المسرح وعن دورها بينت جعفر «جسدت فيه صورة المرأة الايزيدية المغتصبة ورسمت خلاله معاناة الفقد، ومصائر الفتيات الفاقدات لاحبائهن، الفتيات اللواتي لا حول لهن ولا قوة سوى مناجاة الرب لعله يهبهن صلابة الاستمرار ومواجهة قُساة هذا العالم». 
الممثل محمود ابو العباس عبر عن اعجابه الكبير بالعمل المسرحي، مشيرا الى أن «حوادث كهذه يجب أن تُخلد في كل مجالات الفنون العراقية».
لم يسلم العمل من بعض الانتقادات خصوصا من المسرحيين ومنهم المخرج والممثل علاء قحطان الذي قال إن «هناك ارباكاً وهفوات فنية واضحة، وهذا لا ينفي نجاح العمل».