كورونا.. تساؤلات

الصفحة الاخيرة 2021/08/16
...

حسن العاني 
لأول مرة في تاريخ العراق يتخلى الشعب العراقي عن الحديث في قضايا السنة والشيعة والعرب والكرد والاديان والمذاهب والقوميات والحكومة والمعارضة والانتخابات والحرب الاهلية ومصيبة الدولار، بل توقفوا حتى عن الكلام في مواضيع تخص اعمالهم ومهنهم وحرفهم ...الخ، باستثناء حديث واحد وعمل واحد.
انه فيروس كورونا الذي اصبح حديث النهار والليل وسرير النوم والشارع والمقهى والسوق والكيا، وقبل ذلك لان هذا الفيروس جعل العراقيين جميعاً(اطباء)، لا فرق بين جاهلهم واميهم وبين معلمهم وعالمهم، ولا بين نسائهم ورجالهم، فالكل يهذي الى حد الهوس بما يسمع من هنا او هناك او من الفضائيات حول اعراض كورونا وطرق الوقاية والكمامات والقفازات، وهل تصيب الكبار والصغار ام هي حكر على الكبار، وهل المصاب بها يتعرض للإصابة بها ثانية، وهل بمقدور الحذر الشديد وعدم الاختلاط والنظافة والمعقمات والقفازات أن تُغني المواطن عن التلقيح، وهل هناك مخاطر من التلقيح، وهل هذا الوباء لعبة دولية كبيرة تقف وراءها مصالح قد تكون تجارية او سياسية. 
 وتتوالد الاسئلة عن الحظر وجدوى الحظر وكيف تعيش الناس اذا تعطلت اعمالها واغلقت محالها وبسطاتها، ماهي الحلول وماهي البدائل التي قدمتها الدولة، وعشرة آلاف مواطن يلتزمون التزاماً كاملاً بالتوجيهات والارشادات الصحية وسبل الوقاية، ومئة الف مواطن يسخرون من الكمامة والتلقيح و يحاججون بصوت عال عن اسباب ذلك التناقض في التصريحات منذ ظهور اول اصابة بالكورونا الى هذه اللحظة، وهو تناقض في المعلومات طال حتى منظمة الصحة العالمية، وما زال التردد قوياً والشك قائماً بين المواطنين والخوف هو سيد الموقف، اذهب الى التلقيح ام لا اذهب؟ هل يمنحني التلقيح مناعة لا تعرضني للاصابة مستقبلاً؟ هل اضمن انني لا اموت او اصاب بحالات مرضية مزعجة لو ذهبت الى المركز الصحي؟.
كل مواطن يجتهد، ويسأل ويتحدث كما لو انه من افضل اطباء البلد، تُرى اين الفضائيات ووسائل الاعلام ووزارة الصحة من الاعلان عن اوسع حملة توعية لهذا المرض، على المعنيين عدم الاكتفاء بالتنظيرات التلفازية، انهم مطالبون بتسيير مئات الفرق الصحية الى القرى والارياف والمناطق الشعبية لأغراض التوعية والتعريف والتلقيح.
 العراقيون غير مقتنعين بإيذاء ارزاقهم، وغير مقتنعين بتخويفكم، فما رأوه منذ ستين سنة من مصائب جعلهم يفقدون حاسة الخوف، واصبحت بهم حاجة الى لغة فيها سلام وتطمين ولمسات حنان .. رجاء!.