كابل : وكالات
ذكرت وكالة “أسوشيتد برس” أنَّ الرئيس الأميركي جو بايدن وغيره من كبار المسؤولين الأميركيين شعروا بالذهول، بسبب وتيرة استيلاء حركة “طالبان” شبه الكامل على أفغانستان، إذ أصبحت مهمة الانسحاب السريع للقوات الأميركية حيوية لضمان الإخلاء الآمن، وشكلت سرعة انهيار الحكومة الأفغانية، والفوضى التي أعقبت ذلك “أخطر اختبار لبايدن كقائد أعلى”، حيث كان موضع انتقادات شديدة من الجمهوريين الذين قالوا إنه فشل، وفقا للوكالة الأميركية.
ويوم الأحد، ظل الرئيس الأميركي في كامب ديفيد، حيث تلقى إحاطات منتظمة بشأن التطورات المتسارعة في أفغانستان، وأجرى مكالمات عبر الفيديو مع أعضاء فريقه للأمن القومي، وفقا لمسؤولين بارزين في البيت الأبيض،وأصدرت إدارة بايدن صورة له وحده في لقاء بغرفة اجتماعات مع خبراء عسكريين ودبلوماسيين واستخباراتيين.
في المقابل، دعا وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو، الجيش الأميركي إلى التدخل لاستعادة العاصمة الأفغانية كابل من سيطرة طالبان باستخدام “القوة الجوية الأميركية”.
وقال بومبيو خلال ظهوره في برنامج “فوكس نيوز صنداي”: “آمل أن تستخدم إدارة الرئيس جو بايدن الطيران. يجب عليهم سحق طالبان الذين يحيطون بكابل. يجب أن نفعل ذلك بمساعدة القوات الجوية الأميركية، ويجب أن نضغط عليهم ونلحق الأذى بهم ولا نتوسل إليهم لتجنيب أرواح الأميركيين”.
وأضاف بومبيو، “لو كنت ما أزال وزيرا للخارجية مع قائد أعلى مثل الرئيس السابق دونالد ترامب، لكانت طالبان قد فهمت أن هناك تكاليف حقيقية يجب دفعها إذا كانت هناك مؤامرات ضد أميركا”.
في الوقت نفسه، دعت عشرات الدول جميع المنخرطين في الأحداث في أفغانستان إلى احترام وتسهيل مغادرة الرعايا الأجانب، والأفغان الذين يرغبون في مغادرة البلاد.
وأصدرت أكثر من 60 دولة بيانا مشتركا مستشهدة بما أسمته “الوضع الأمني المتدهور” في أفغانستان، وجاء في البيان، الذي وزعته وزارة الخارجية الأميركية بين وسائل الإعلام: “يتحمل الذين في السلطة بجميع أنحاء البلاد المسؤولية، والمساءلة لحماية حياة البشر والممتلكات، والاستعادة الفورية للأمن والنظام المدني”. كما جاء في البيان أنه يجب أن تظل الطرق، والمطارات، والمعابر الحدودية مفتوحة، ويجب الحفاظ على الهدوء، وقال: “الشعب الأفغاني يستحق أن يعيش بأمان وأمن وكرامة، نحن في المجتمع الدولي على استعداد لمساعدته”، بحسب البيان. إلى ذلك، قالت صحيفة “واشنطن بوست”:إنَّ طالبان قدمت رشاوى لمسؤولين وعسكريين أفغان في عام 2020، كي يسلموا أسلحتهم.
ونقلت مصادر للصحيفة الأميركية أنَّ مسؤولين حكوميين وصفوا هذه الصفقات بأنها بمثابة “اتفاقات لوقف إطلاق النار”، إلا أنَّ المسلحين في الواقع كانوا يعرضون أموالاً مقابل تسليم الأسلحة، وأن حركة طالبان نجحت خلال عام ونصف العام في توسيع هذا المخطط من المناطق السكنية إلى مستوى السلطات الإقليمية والمحافظات الإدارية، ولفتت الصحيفة إلى أنَّ تتويج جهود طالبان في رشوة السلطات ظهر في “سلسلة مبهرة من المحادثات بشأن استسلام القوات الحكومية”.
وكان الموقف تصاعد في أفغانستان في الأسابيع الأخيرة، حيث كثفت طالبان هجماتها على خلفية انسحاب القوات الأميركية من البلاد، وسيطر متمردو طالبان على جميع المعابر الحدودية أمس الأول الأحد، كما أعلنوا في وقت لاحق من نفس اليوم أنهم دخلوا القصر الرئاسي في العاصمة كابل.
وبينما فر رئيس الدولة أشرف غني، ولا يعرف مكان وجوده، أعلن المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان محمد نعيم أمس الاثنين، أنَّ “الحرب انتهت”، وأعلنت حكومتا طاجيكستان وأوزبكستان المجاورتان عدم وجود الرئيس الفار على أراضيهما.
في غضون ذلك، نقلت وكالة “نوفوستي” الروسية عن مصدر أمني أنَّ عدداً من الأشخاص لقوا مصرعهم بعدما أطلقت القوات الأميركية النار في مطار كابل صباح أمس الاثنين، وحسب وسائل إعلام محلية فإن هؤلاء الأشخاص ربما قتلوا نتيجة تعرضهم للدعس عندما حاول حشد من الأفغان ركوب طائرة لمغادرة البلاد، وتجمع مئات الأفغان في المطار في مسعى للخروج من البلاد بعد دخول مسلحي حركة “طالبان” العاصمة كابل أمس الأول الأحد.
من جانبه، وجه القائم بأعمال وزير الدفاع في أفغانستان الجنرال بسم الله محمدي انتقاداً لاذعاً للرئيس أشرف غني ومسؤولين آخرين على خلفية مغادرتهم البلاد، وكتب محمدي على “تويتر”: “قيدوا أيدينا وراء ظهورنا وباعوا الوطن، اللعنة على غني وعصابته”.