أمانة بغداد والامتحان الصعب

الصفحة الاخيرة 2021/08/18
...

زيد الحلي
 
تعيش امانة بغداد في هذه الفترة أصعب ايامها، فهي امام امتحان شعبي وحكومي في آن واحد، بعد القرار الرئاسي برفع التجاوزات، فعيون الجميع ترنو اليها، وهي أملهم الوحيد في عودة العاصمة الى عهدها في الجمال والاناقة، لاسيما في اعادة الارصفة المستلبة، الى سالكيها من المواطنين، امتحان عسير، فهي تتحمل اعباء سنوات عديدة من تجاهل التجاوزات في مختلف صورها، ما جعل عروس العراق، تنسحب الى خانة العواصم البائسة، بعد أن كانت رمزا للزهو، ففيها كان الجمال يهطل أمزاناً، فتتفتق الروض أزهاراً، وتصير القفار
حدائق..
كل العراقيين ينتظرون بلهفة نتيجة هذا الامتحان الخاص بإزالة التجاوزات التي انهكت بغداد، فالملاحظ ان الاوضاع باقية على حالها، لكننا نترقب بدء ساعة
الصفر!. 
في ظل التجاوزات باتت بغداد حزينة ومهدمة، تتكئ اطلالها على اطلالها، بانتظار عودة روح البهاء اليها، فهل نرى الضوء الابيض يسطع بها من جديد؟ نأمل ذلك، فهي امنية كل عراقي تجاه عاصمته، فهي من المدن التي يقع المرء في هواها من النظرة الأولى، حيث روح المكان وعذوبة التفاصيل، ان الأحلام فيها كالخبز مدموغة بتاريخ يمتد لسنين لا يمكن عدها، وهو تاريخ يضم أسرارها وبهجتها وحزنها، وحكاياتها التي لا تنتهي، فلنعمل على رعايتها، ونزيل عنها غبار التخلف، المتمثل بتجاوزات خارج 
العقل. 
لنعيد لبغداد روحها ورونقها، وهندستها وتصاميمها، فهي عنوان الكبرياء، فما أن نسير في أزقتها حاليا، ونعبر شوارعها ونتحدث مع اهلها، حتى نرى صورة مجد ضاع، نتيجة الاهمال، وسوء الخدمات واعمال الترقيع المعروفة.
يحدونا الامل، أن يترافق سعي الامانة في ازالة الخدوش عن وجه العاصمة، مع ايجاد اماكن مناسبة لباعة الارصفة، تكون قريبة من الاماكن التي يرحّلون عنها، ومزودة بخدمات مناسبة، فللمواطن الحق في العيش الكريم، مثلما للمدن الحق في الاحتفاظ بعنفوانها وجمالها.