بوش حزين وترامب يصب غضبه على بايدن بشأن أفغانستان

قضايا عربية ودولية 2021/08/18
...

 كابل: وكالات
 
تطورات متسارعة شهدتها الساحة الأفغانية خلال الـ24 ساعة الماضية، فبينما يراقب العالم ما يجري هناك ويحاول تقييم الأوضاع والمستجدات، عبر رؤساء أميركا السابقون من الجمهوريين عن حزنهم وغضبهم إزاء الطريقة المهينة التي خرجت بها قوات بلادهم من البلد المنكوب بالحروب، في وقت أصدرت فيه حركة "طالبان" المتشددة التي فرضت سيطرتها على البلاد "عفواً عاماً" عن الموظفين والمسؤولين الحكوميين.
وقال الرئيس الأميركي الأسبق، جورج بوش، إنه والسيدة الأولى السابقة، لورا بوش، يشعران "بحزن عميق" بشأن التطورات الأخيرة في أفغانستان، وأضاف في بيان صدر في وقت مبكر أمس الثلاثاء: "نشاهد أنا ولورا تطور الأحداث المأساوية في أفغانستان بحزن عميق. قلوبنا مع الشعب الأفغاني الذي عانى الكثير ومع الأميركيين والشركاء من حلف شمال الأطلسي الذين ضحوا بالكثير".
بدوره، أصدر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بيانا مقتضبا علق فيه على التطورات الأخيرة في أفغانستان وانسحاب القوات الأميركية من هناك، وأكد أنه كان من الأجدى سحب القوات من أفغانستان بطريقة مختلفة تماماً، وقال: "ليس الأمر في أننا غادرنا أفغانستان، وإنما في الطريقة غير المهنية التي غادرنا بها".
وقال ترامب في بيان سابق: إنه "حان الوقت كي يستقيل جو بايدن" على خلفية انتصار حركة طالبان في أفغانستان، وكتب في بيان أصدره: "عار ما سمح بحدوثه في أفغانستان مع الارتفاع الهائل في الإصابات بكوفيد، وكارثة الحدود، وتدمير استقلال الطاقة، واقتصادنا المعطّل"، وأشار في بيان آخر إلى أن "ما فعله جو بايدن بأفغانستان أسطوري.. نظم إحدى أعظم الهزائم في التاريخ الأميركي".
وفي اعتراف مباشر بشرعية "طالبان"، أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إلى أن بلاده ستعمل على تطوير العلاقات مع السلطات الجديدة في أفغانستان، بأسلوب "العصا والجزرة".
أما البيت الأبيض، فقال إن الرئيس الأميركي جو بايدن قرر تخصيص 500 مليون دولار لمساعدة اللاجئين من أفغانستان، وأصدر بايدن مذكرة توجه وزير الخارجية أنتوني بلينكن لاستخدام قانون مساعدة الهجرة واللاجئين، للمساعدة في تلبية احتياجات اللاجئين والهجرة العاجلة غير المتوقعة للاجئين من أفغانستان.
وفي التطورات الميدانية، فر رئيس البنك المركزي الأفغاني من كابل، وألقى باللوم على الرئيس أشرف غني ومستشاريه "عديمي الخبرة" في سقوط البلاد بسرعة وفوضى في أيدي طالبان، وفي تغريدة على موقع "تويتر" أعلن أجمل أحمدي أنه فر من البلاد بعد إعلان الرئيس غني خروجه من أفغانستان، عبر طائرة عسكرية من دون تحديد وجهته.
من جانب آخر، أعلنت حركة "طالبان"، أمس الثلاثاء، عفواً عاماً عن المسؤولين الحكوميين، وحثت على "العودة إلى العمل"، بحسب وكالة "فرانس برس".
موسكو أصدرت عدة بيانات تسخر مما وصفته بـ"الهزيمة الأميركية" في أفغانستان، وشككت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في صحة تصريح الرئيس الأميركي جو بايدن حول تحقيق الأهداف بأفغانستان، مذكرة بأن أهم الأهداف كانت تنحصر في ردع حركة طالبان.
وكان بايدن، أعلن سابقا، أن العملية العسكرية في أفغانستان كانت تهدف إلى منع هجوم إرهابي على الولايات المتحدة، مضيفا أن هذا الهدف تم تحقيقه.
من جانبه، قال رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشسلاف فولودين، إن تواجد القوات الأميركية في أفغانستان، انتهى بمأساة إنسانية، وذكر فولودين، أن أكثر من 250 ألف مدني أفغاني لقوا حتفهم، نتيجة عمليات الجيش الأميركي وقوات الناتو، ونشاطات الإرهابيين، وأكد أن هذا الوضع، شكل انهيارا للسياسة الخارجية الأميركية.
إلى ذلك، أعلن مسؤول أمني غربي عودة الرحلات الجوية العسكرية للإقلاع من مطار كابل، صباح أمس الثلاثاء، ونقلت وكالة "رويترز" عن المسؤول أن مدرج المطار الذي كان يجتاحه، أمس الأول الاثنين، آلاف الراغبين بالفرار من العاصمة الأفغانية، بات خالياً من الحشود إذ عاد كثير من المدنيين
إلى بيوتهم.