لا افهم سر القطيعة بين اللاعب الخبير ومدربي فرق الدوري الكروي ..والمشكلة ان تلك القطيعة امتدت حتى الى بعض الجماهير التي كثيرا ما شهدنا مطالبتها للاعبين الكبار بالاعتزال ..حدث ذلك مع العديد من النجوم بعضها اسماء لامعة حفرت أسماءها في ذاكرة الكرة العراقية لكنها تعرضت للكثير من الاتهامات وربما الشتائم والمطالبة بالاعتزال رغم ان عروضها ما زالت مقنعة والحاجة لخدماتها ما زالت قائمة لكن مشكلتنا اننا لا نصبر على لاعبينا الكبار بل احيانا نسهم في زرع الإحباط في نفوسهم ودفعهم دفعا للاعتزال وفي نفوسهم شيء من حتى والأدلة كثيرة للاعبين باسماء لامعة ما ان قل عطاؤهم حتى بدت عناوين المطالبة باقصائهم ودعوتهم للمغادرة تلاحقهم ونجم المنتخب العراقي يونس محمود الذي كان حتى وقت قريب ايقونة الكرة العراقية واحد من هؤلاء الذين اضطروا للاعتزال ولو انه مازال في جعبته ما يستطيع تقديمه في الدوري العراقي وودع جماهيره مضطرا لا مخيرا . اسوق تلك المقدمة استنادا الى ما قدمه النجمان الكبيران في مباراة فريقهما الشرطة مع الميناء علاء عبد الزهرة الذي ينافس حتى الان على صدارة هدافي الدوري والذي تم ابعاده مؤخرا من تشكيلة المنتخب الوطني وتعرض لضغوط كبيرة على اساس عمره وسنواته الطويلة في الملاعب وكرار جاسم الذي كان في قمة عطائه والنقطة المضيئة في تشكيلته ولم يتوقف الامر على تسجيل اللاعب الاهداف الثلاثة لفريقهما بل لحركتهما الدوؤبة ونشاطهما الذي لم يتوقف طوال الشوطين فقد كان الكبيران او المخضرمان كما يسميهما الجمهور في احسن حالاتهما الفنية والبدنية بحيث انهما اثبتا للجميع ان كرة القدم لا تقاس بالعمر بل بالعطاء والقدرة على المواصلة والاجتهاد .. فاذا كان علاء عبد الزهرة وكرار جاسم اضافة الى صالح سدير في فريق نفط الوسط هم الابرز في فرقهم فلم نطالب الكبار بالاعتزال ونستعجلهم في ذلك؟ ..كرار وعلاء افضل لاعبي الشرطة في مباراة فريقهم الاخيرة وصالح سدير نجم لا يشق له غبار مع نفط الوسط وعدي طالب ابرز حراس الدوري مع نفط الجنوب وهناك بالتأكيد عدد اخر من الأسماء التي اقتربت من الأربعين عاما لكنها متوهجة العطاء قادرة على اللعب سنوات اخرى قادمة الا يكفي ذلك لمراجعة حساباتنا وتقييمنا للاعبين المخضرمين وتركهم يختارون وقت توديعهم للملاعب احتراما لتاريخهم وتقديرا لمجهوداتهم خاصة ممن ما زالوا قادرين على العطاء .