اتحاد الأدباء.. الظاهرة المثلى

الصفحة الاخيرة 2021/08/22
...

حسب الله يحيى 
 
في الوقت الذي تنتشر فيه مئات العنوانات الجديدة الخاصة بنشر الكتب العربية والاجنبية، وفي وقت يقابل هذا الانتشار عزوف عن قراءة الكتب الورقية والانصراف الى متابعة الصفحات والمواقع الالكترونية، وفي افضل الاحوال النادرة قراءة الكتب الكترونيا بعد صدورها بوقت قصير جدا.
وفي هذا التضاد ما بين القراءة وما بين الانصراف عنها كليا؛ نجد العراق يعرف على انه البلد العربي السباق الى قراءة احدث الكتب والمجلات ورصدها اولا بأول، وان وجود القارئ العراقي هو الذي يدفع بدور النشر العربية وعلى وجه الخصوص دور النشر اللبنانية التي تبينت في ما بعد أن العراق ليس هو البلد القارئ حسب وانما هو المؤلف كذلك، وفي ما تعثرت حركة النشر في العراق بسبب غلاء الورق والاحبار وتكاليف الطباعة وتعثر التوزيع ما دفع عددا كبيرا من الادباء الى أن يقصدوا دور النشر في لبنان ومصر وسوريا بسبب رخص اسعار الطباعة هناك وباتت دور النشر العراقية تعمل على طباعة منشوراتها في الخارج.
الا ان اتحاد الادباء والكتاب في العراق خرج عن هذه الظاهرة واتخذ لنفسه سبيلا، إذ بادر الى نشر مئات الكتب الادبية والمعرفية في مطابع عراقية وجعل المؤلف يبتعد تماما عن دور النشر التي لم تكتف بسلب حقوقه في التأليف والترجمة وانما تعمل على استغلاله في طبع اي من الكتب الذي يجد فيها ثمار حياته ونبض وجوده.
اتحاد الادباء العراقيين لم يعد ملتقى الادباء والكتاب والفنانين حسب ولا مكانا اثيرا لالقاء قصائدهم ومحاضراتهم وندواتهم ونشاطاتهم الاخرى ؛ وانما تحول الى ورشة عمل بالغة الاهمية وبات يشكل ظاهرة في حركة النشر العراقية والعربية على حد سواء، وما من اسبوع يمر من دون أن يصدر الاتحاد عدة كتب جديدة يضيفها الى المنجز العراقي الجاد والجديد.
واذا كان البعض من هذه الكتب متواضعا في تأليفه فان الامر يعود الى وجهة نظر الخبير الذي يرشح الكتاب للنشر، الامر الذي يفترض بالاتحاد الاعتماد على خبراء اكفاء لا يتعاملون مع الكتاب على وفق طرق اخوانية وانما على وفق نظرة نقدية وموضوعية ورأي سديد قائم على اسباب ومعطيات وخبرات عالية في ترشيح اي كتاب للنشر.
الاتحاد بات ظاهرة غير مسبوقة في حركة النشر والنشاطات الثقافية الرصينة.
...........................