شخصيات ورموز ومواقف اجتماعية

الصفحة الاخيرة 2021/08/22
...

 بغداد: رشا عباس 
 
كثيرون يسهرون ليل التاسع من محرم مواساةً لزينب الحوراء، ليخرجوا صباح العاشر الى ساحات التشابيه قاصدين مشاهدة احداث «واقعة الطف» التي يؤديها الشباب بكل حي سكني، بعد تمارين أولية تستغرق بضعة أيام.
وتشمل التحضيرات تفصيل الازياء ونصب الخيم، وتوزيع المجاميع بين جيش الحسين، وأبرز شخصياته الإمام الحسين وأخوه العباس والقاسم وعلي الاكبر وزينب وسكينة وعبد الله الرضيع والطفلة رقية وعلي السجاد عليهم السلام، ويرتدون ثيابا خضراً، ويتفرد عنهم الامام الحسين بالاسود والعباس بالاخضر، نظير جيش يزيد، وأبرز شخصياته الشمر وعمر بن سعد وحرملة وجنود يرتدون ثياباً حمراً.
وتستعرض الشخصيات ادوارها، كل حسب ما منسوب اليه لينصت الناس الى صوت قارئ المقتل عبد الزهرة الكعبي، الذي ما زال يرافق التشابيه منذ خمسينيات القرن الماضي وتكاد لا تخلو منه تعزية.
ويصغي الناس والحزن يفطر أكبادهم التي لم تتذوق الماء الا بعد انتهاء المعركة، لتقع المفاجأة بحدوث معركة أخرى خارج «الطف» غير معلن عنها، وهي هجوم الناس على شخصية الشمر والانتقام منه بالضرب المبرح والشتائم.
وقال محمد البهادلي، الذي مثل دور «الشمر» انه يتردد عن أداء هذا الدور: «لأن تلك الشخصية تنعكس على وضعه الاجتماعي، بالرغم من تحذير الخطباء على المنبر وتوضيح ان تلك الشخصية ليست حقيقية انما دور يقوم به فيجب احترامه وعدم التعرض له، كونه أظهر حقيقة الشمر وما كان يحمله تجاه الحسين عليه السلام»، وشاطره الرأي ممثل التشابيه علي 
كاظم، مضيفا: «لمرات عدة رفضت أداء تلك الشخصية لما تسببت به من قطع علاقتي بالكثير من الناس حتى  ان البعض منهم يرفضون الاكل معي، كونهم يرونني قاتل الحسين». 
بينما ينغمس كرار جاسب بدوره في تشابيه عاشوراء، مؤدياً دور الشخص الذي يضرب أطفال الحسين (ع) لكنه سرعان ما يخرج من الدور ويجبر خاطرهم باحتضانهم وتقبيلهم. 
اما ابراهيم هاشم الذي أدى دور «حرملة» فبعد أن اسهم بتمثيل قتل الامام الحسين (ع) أجهش بالبكاء، ذارفاً الدمع وهو ينادي: «لبيك يا حسين، لا يوم كيومك يا أبا عبد الله» ومزق ثيابه: «تلك الازياء لا تليق بي إنما اتخذت من الدور رسالة تبين حقيقة تلك الشخصية ودورها الخبيث في المعركة»، من جهته واظب فيصل عباس على اداء دور حبيب بن مظاهر مشيرا الى انه بات يتلقى اهتماما كبيرا من قبل أهالي المنطقة منذ أن تولى مهمة أداء هذا الدور.