السهم الذي أخطأ القربة

ثقافة 2021/08/22
...

  محمد جاسم الأسدي
 
المآل الأخير 
سهمٌ عنيدُ 
لم يَرَ النحر قربةً 
والجهاتُ كلها أنت 
يا دليل الحيارى 
يرتوي منك تيهنا والحياة 
ما ذوى المجدُ 
ريقه علقمياً 
تتناهى بطلِّ كفك ذاتُ 
فإلى يتم دمعة النهر 
صلت غيرة النخل 
والرماد الوشاةُ 
كنت برقاً 
وكاد ظلَك سيفٌ 
يقرأ الموت فاستفاق الجناة 
حينما زلزل المطهَّم بالرايات 
جُزت رقابهم حيث ماتوا 
خوفهم يأكل الفوارس 
حتى يحسب الجمع كأنهن رفاةُ
حينها كنتُ حلم رامٍ
 تصابى بمناياك 
واشترته الغلاةُ 
يكتري البيد 
يشرب الليل حتى عربد 
الموت بعقلهِ 
والفلاةُ ألهمته الجنون 
لم يدر إلا ما روت عنك بيدهم 
والمماة حينها دار 
ساعدُ الوترِ شدَّ أنفاسه 
في لحظة بكرٍ أرهقتها الرماةُ 
كهديلٍ بوحه 
والمنايا ريقُ نهر ظامئ 
ألف سهم انتظار 
قال هلا سكنت قلت لعلي 
قال مهلاً.. وضاقت المكرمات 
هارب منه حين أشربتُ ذنبا 
وتوهمته حين شذَّ الرماةُ 
إلهبَ الوصفَ ما تحار الأساطير 
مُعجزاً من المهابة يتلو 
عطش الكبرياء قاب موتين 
يسقي سيفه النهرَ غَـيرةً تتلظى 
وإلى قِربةٍ تنفس غيبٌ ما بها 
ومثلها لمحتك ومضا 
إنما تحمل البسالة حرزاً 
يرمق الموت فيستغيث ويقضى 
صمتُ عباسها جلالُ نخيلٍ 
هادنَ البرقَ حين أجفل غمضا 
وإذا دار طرفه 
تتوارى عنه كل الرجال 
ويشقى وتر قوس أحاطه 
الخوف نبضا 
شجرَ الموتُ وصهيل سيوفٍ 
وارتخى القوس عن حياء 
وأدلى سيد الماء للفراتين فرضا 
خارج النهر نصه 
وسؤالٍ في فم الدهر يقرأ العذر أمضى.