في الطرقات

ثقافة 2021/08/25
...

  عبدالامير العبادي
 
 
امرأةٌ أحسدُ تسولها
وامرأةُ أخالها سيدةَ الشعرِ
وامرأةٌ أعشقها 
لكنها لم تلدْ بعد..
 
ليت لي زعانفُ سمكةٍ
أو جناحُ بعوضةٍ
جلدُ نمرٍ 
ريشةُ طاووسِ
يحنطني رعاةُ المتاحفِ
لا بأس يأخذني الغنجُ
حينما تزورُ المتاحفَ
أجملُ النساءِ.
 
في غبشِ طفولتي
يشدّني صوتُ الديكةِ
رائحةُ الأتربةِ
لأسطحِ بيوتنا الطينيةِ
حين تتعانقُ مع المطرِ
عناقاً روحياً..
 
أولُ مرةٍ أعلنتُ أني أكرهُ الحبالَ
عندما رأيتها تضفرُ برقبةِ إنسانٍ
قلتُ هذا أسوأُ ماردٍ..
 
لو كنتُ من وعاظِ السلاطين
لقطعتُ أيدي صناعِ السيوفِ
وأحرقتُ كل ما كتبهُ المداحون
 
قالت: النسكُ خلاصنا من الأدرانِ
خاطبتُ الجحيمَ: أي لذةٍ
من عذابِ جميلاتِ اللهِ؟
ردَّ عليَّ فيلسوفٌ في الكذبِ:
دعكَ لا تسبرْ وحشةَ الأسئلةِ
حينها أيقنتُ أني فظٌ
محرمٌ عليَّ السؤالُ.
سوفَ أروّضُ ليلي على الأحلامِ
وأروّضُ النفسَ
أن تنهضَ قبلَ أن تسرقَ الشمسُ
ليلنا
أتمشّى في أروقةِ الصّبا
أحاكي الحيطانَ
أبصرُ المحالَ المقفلةَ
أحسدُ الفواختَ الناعسةَ بالقبلِ
أتحرّى زوايا (الدرابينَ)
لعلّني أولُ من يمدُّ العونَ لفقيرٍ
يسدُّ رمقهُ بكسرةِ خبزٍ
ومع تعثّري بأولِ خيطٍ للضياءِ
أجدُ أن الصباحاتِ أيقونةٌ
طرّزتها بأحلى ورودٍ
 وزنابق الوردِ
عطراً لأخي الإنسانِ.