عودة الحياة لـ «سوق الصفارين» في الموصل القديمة

الصفحة الاخيرة 2021/08/28
...

 الموصل: شروق ماهر
 
بعد حملة اعمار كبيرة، وبجهود اصحاب المحال في الاعتماد على انفسهم، افتتح مؤخرا سوق الصفارين في الموصل القديمة، والذي يعد من الاسواق التراثية واحد معالم المدينة، وانشئ منذ مئات السنين، لكنه اغلق منذ تحرير المدينة، قبل أن يعاد تأهيله، ولتسمع فيه 
مجددا ضربات المطارق التي حلت بدلا من اصوات البنادق التي سادت الموصل 
ابان عملية التحرير من براثن الارهاب الداعشي. 
محمد الصفار صاحب محل في السوق، والذي ورث المهنة من ابيه منذ اربعينيات القرن الماضي، قال في تصريح لـ «الصباح»: «بالرغم من عودة الحياة للسوق، لكن الحركة فيه ما زالت خجولة ولا تعبر عن طموحنا بعودة السوق الى ما كان عليه بالسابق، وقد يكون اغلب الناس لا يعلمون بفتح السوق، وهو احد اسباب قلة 
رواده». 
بينما يتفاءل الشيخ احمد عبد الواحد، صاحب اقدم محل في السوق، ويقول: «ماهي الا ايام معدودة وتأتي الناس بلهفة عالية الينا، لانه اول سوق افتتح بهذه المدينة القديمة منذ اكثر من 100 عام، ويعد من ابرز واقدم الاسواق، بعد سوقي النجارين والفحامين بالموصل». 
ويؤكد كانت طلبات كثيرة تردنا من السكان وخصوصا من قبل نساء الموصل بافتتاح هذا السوق الذي كان غيابه بمثابة غياب ايقونة من ايقونات الموصل وعلاماتها الفارقة. 
وتقع الموصل القديمة في الجانب الغربي من الموصل، وهي منطقة قديمة تطل على نهر دجلة وتضم الأحياء العتيقة وأسواق الجملة، وتقبع في مساحة تقدر بنحو أربعة كيلومترات مربعة ويقع فيها الجامع النوري الكبير ومنارته الحدباء.
ويشتهر سوق الصفارين بصناعة 
أواني الطبخ والزخارف المعدنية، ويستخدم حرفيوه معدني النحاس والفافون، 
وترتبط تسميته بمعدن النحاس الذي يسمى محليا (الصِّفر) ويعد من أقدم أسواق الموصل.