رونالدو يعود إلى اليونايتد بالأحلام نفسها.. ومختلفا في الجسد

الرياضة 2021/08/28
...

 روما: أ ف ب
 
بطموحِه اللامتناهي وغروره الذي يزيده اندفاعا، يعود البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى مانشستر يونايتد الإنكليزي رجلا مشابها بالأحلام لذلك الذي وطأت قدماه ملعب أولد ترافورد قبل 18 عاما، ومختلفا في الجسد والسيرة. وصل لاعبا نحيفا بحثا عن الألقاب ويعود في سن الـ36 ببنية جسدية خارقة، ساعيا الى المزيد من التحديات، الأهداف، الارقام القياسية والكؤوس.
في زمن يكون غالبية اللاعبين في سنه إما اعتزلوا أو ذهبوا الى دوريات “ضعيفة” لإنهاء مسيرتهم، ها هو يعود الى أحد أقوى الدوريات في العالم إن لم يكن أقواها، باحثا عن تحد جديد- قديم.
مع خمس كرات ذهبية، لا يزال البرتغالي متعطشا بعد ثلاثة مواسم متفاوتة في يوفنتوس الايطالي، وهو يحتل المرتبة الثانية خلف منافسه الأبدي الارجنتيني ليونيل ميسي الذي توج بالجائزة الفردية الأسمى في ست مناسبات.
أنهى الموسم الماضي في صدارة ترتيب هدافي الدوري الايطالي (29)، ليصبح أول لاعب يحقق هذا الإنجاز في ثلاثة من الدوريات الخمسة الكبرى، بعد إنكلترا مع مانشستر يونايتد وإسبانيا مع ريال مدريد.
يغادر مدينة تورينو مع لقبين في “سيري أ”، وواحد في الكأس المحلية واثنين في الكأس السوبر الايطالية. أما في دوري أبطال أوروبا، وعلى رغم عدم تجاوز “بيانكونيري” الدور ربع النهائي في ثلاثة مواسم، إلا أن رونالدو عزز مكانته كأفضل هداف للمسابقة القارية الأم مع 134 هدفًا مقابل 120 لميسي.
مع 783 هدفًا في مسيرته الاحترافية، منها 109 مع منتخب بلاده، تجاوز الـ”دون” الرقم الرائع للجوهرة البرازيلية “بيليه” (767) ويصبو لتحطيم رقم التشيكي جوزيف بيكان (805).
 
بنية جسدية 
أن يكون الأول، في القمة، وفوق الجميع، معرضا نفسه لخطر الانتقادات للعب “فردي” في رياضة جماعية، كان هذا دائما هدف هذا الرجل المفتون بعضلات وبنية جسدية خارقة.
كي يصبح اللاعب الذي رآه العالم في السنوات الـ15 الماضية، تطلب ذلك طموحا غير مسبوق، “غير طبيعي” تقريبا، على حد تعبير الفرنسي زين الدين زيدان مدربه السابق في ريال مدريد.
كان هذا الطموح هو الذي قاده من جزيرة ماديرا الصغيرة في المحيط الأطلسي، إلى العاصمة لشبونة، حيث انطلق بمفرده في سن الثانية عشرة. كان ضعيفا وذات شخصية متواضعة، وسخر منه رفاقه في سبورتينع بسبب لهجته لكونه قادم من الجزيرة.
روى جوزيه سيميدو الذي أصبح أيضا لاعب كرة قدم وبقي صديقا مقربا منه لوكالة فرانس برس “كان يغضب ويقاتل كثيرا. حاولت حمايته لكنه كان يعود الى منزله باكيا». تسببت هذه الشخصية لرونالدو بعشرات البطاقات الحمراء في مسيرته وتقلبات مزاجية متكررة على أرض الملعب. نال تقدير الجميع ولكن حب عدد أقل، فقد بنى مسيرته الاحترافية مثلما بنى جسده، من خلال العمل والانضباط، ميزتان لا غنى عنهما لموهبته الطبيعية.