صالح: نتطلع إلى شراكة فعلية مع فرنسا والاتحاد الأوروبي
الثانية والثالثة
2019/02/25
+A
-A
بغداد / الصباح
عبر رئيس الجمهورية، برهم صالح، من باريس التي وصلها فجر أمس الاثنين قادما من العاصمة المصرية، عن تطلعه الى شراكة فعلية مع فرنسا والاتحاد الاوروبي من اجل انهاء المرحلة العصيبة من استفحال الارهاب، مشيراً إلى أن العراق يركز على التنمية البشرية ونتوقع من الحلفاء مساعدتنا في هذا المجال، وفي حين دعا إلى وضع مدينة بابل الأثرية على قائمة التراث العالمي، أكد نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، ان بلاده ستعمل على حماية الدولة العراقية، عاداً أن نجاح الحكومة العراقية يكمن في حل جميع المشكلات بين الاطراف السياسية.
شراكة ستراتيجية
عبر رئيس الجمهورية، برهم صالح، من باريس التي وصلها فجر أمس الاثنين قادما من العاصمة المصرية، عن تطلعه الى شراكة فعلية مع فرنسا والاتحاد الاوروبي من اجل انهاء المرحلة العصيبة من استفحال الارهاب، مشيراً إلى أن العراق يركز على التنمية البشرية ونتوقع من الحلفاء مساعدتنا في هذا المجال، وفي حين دعا إلى وضع مدينة بابل الأثرية على قائمة التراث العالمي، أكد نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، ان بلاده ستعمل على حماية الدولة العراقية، عاداً أن نجاح الحكومة العراقية يكمن في حل جميع المشكلات بين الاطراف السياسية.
شراكة ستراتيجية
وأفاد بيان رئاسي، تلقته "الصباح"، بأن صالح "بحث في قصر الاليزيه، مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون، سبل تطوير العلاقات الثنائية وآفاق التعاون بين البلدين، فضلاً عن استعراض آخر التطورات والمستجدات على الصعيدين العربي والدولي".
وأكد صالح ان "العراق يعتبر فرنسا شريكاً ستراتيجياً وصديقاً مميزاً، لها الدور الحيوي في تقديم الدعم والاسناد لدحر الارهاب وتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد"، مشيراً الى ان "البلدين يرتبطان بعلاقات تاريخية ومتطورة على مختلف الصعد".
واعرب رئيس الجمهورية عن امله بـ"ان يكون لفرنسا اسهام واضح في اعمار وبناء العراق لا سيما في المناطق المحررة، والاستثمار في قطاعات الصناعة والطاقة والنفط وبناء القدرات التسليحية للقوات الامنية العراقية"، مثمناً "دورها الكبير ضمن التحالف الدولي ضد الارهاب ووقوفها بكامل امكانياتها في التصدي لعصابات داعش".
من جانبه جدد الرئيس ماكرون حرص بلاده على استقرار وازدهار العراق ومساعدته في مختلف المجالات، مبدياً استعداد فرنسا لتقديم خبراتها بما يسهم بتطوير الصناعة والنفط والطاقة.
وفي مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الفرنسي بعد اللقاء، قال رئيس الجمهورية: إن "النصر في العراق نصر غير مكتمل، بل يحتاج الى ادامة الزخم الاقتصادي والاقليمي"، مشددا على انه "يجب العمل مع الحلفاء الدوليين من اجل تجفيف مصار الارهاب، والقضاء على هذه الظاهرة الشاذة".
واضاف صالح ان "العراق يركز على التنمية البشرية وليس بالسهل تحقيق ذلك، ولكننا نتوقع من الحلفاء ان يساعدوننا في هذا المجال"، داعيا الى "اعادة الاعمار في هذه المرحلة".
وتابع رئيس الجمهورية أن "فرنسا كانت دوما شريكا اقتصاديا فاعلا للعراق، ونتمنى ان تتطور هذه العلاقة اكثر"، مشيرا الى ان "العراق امامه استحقاقات سياسية واقتصادية واصلاحية كبيرة، خاصة وان العراقيين مصرون على تلبية تلك الاستحقاقات والعودة الى ما يستحقه العراق من مستقبل زاهر".
وشدد صالح "لا نريد ان يكون العراق ساحة للمنازلات، وانما ساحة للتوافق بين الدول"، مؤكداً تطلعه الى "شراكة فعلية مع فرنسا والاتحاد الاوربي من اجل انهاء المرحلة العصيبة من استفحال الارهاب".
في حين قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال المؤتمر الصحفي المشترك: إن "فرنسا ستعمل على حماية الدولة العراقية"، مبينا ان "نجاح الحكومة العراقية يكمن في حل جميع المشاكل بين كافة الاطراف السياسية".
واضاف ماكرون انه "لدينا الكثير من المشاريع في اعادة تأهيل المحافظات المتضررة خلال حقبة داعش في العراق، بالاضافة الى انشاء منظومة مشتركة تحقق التعاون المشترك في المجال الاقتصادي بين البلدين".
دعم {اليونسكو}
وكان رئيس الجمهورية قد سبق لقاءه بنظيره الفرنسي بلقاء المدير العام لمنظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلم (اليونسكو) اودي أزولاي.
وقال الرئيس صالح، بحسب بيان رئاسي تلقته "الصباح: إن "العراق بحاجة الى تكثيف دعم اليونسكو لعدد من ملفاته وفي مختلف القطاعات لاسيما انه في مرحلة التعافي"، مؤكداً "أهمية دعم المنظمة للثقافة والتربية في العراق واعانته على استعادة آثاره المنهوبة".
وثمن صالح "دور المنظمة في ادراج الاهوار ضمن لائحة التراث العالمي، واطلاقها مبادرة (احياء روح الموصل) وتركيزها على البعد الانساني لعملية اعمار المدينة"، داعيا اليونسكو الى "حث الدول للمشاركة في الاكتشافات الاثارية خلال المرحلة المقبلة ووضع مدينة بابل الأثرية على قائمة التراث العالمي، وضرورة قيام المنظمة بتطوير المناهج التدريسية في المدارس العراقية وفق الاساليب الحديثة واعتماد البرمجيات الرقمية".
من جانبها أكدت أزولاي "استعداد المنظمة لمساندة العراق في المجالات الثقافية والتربوية واستعادة آثاره المنهوبة والحفاظ على ارثه التاريخي، ومشاركة كوادرها في التنقيب والاكتشاف"، معربةً عن "سرورها وسعادتها لزيارة الرئيس لليونسكو التي تعد الأولى لرئيس عراقي". وبحسب البيان فإنه "جرى خلال اللقاء، بحث جهود المنظمة الدولية في مجالات محو الامية واستثمار خبراتها في هذا الشأن، وتوفير فرص للعاملين في قطاع البحث العلمي ووضع خطط وبرامج لمعالجة المشاكل في الموارد المائية والبيئة وتطوير التعليم ومنح اولوية للباحثين في المنح الدراسية، كما تمت مناقشة زيادة فرص عمل الموظفين العراقيين بالمنظمة اسوة بباقي الدول، فضلاً عن اشراك العراق ببرامج اليونسكو وشركائها في مجال الذكاء الاصطناعي وغيرها من البرامج الحديثة".
بدوره، اكد وزير الثقافة والسياحة والاثار عبد الامير الحمداني، الذي يرافق الرئيس صالح، أن اليونسكو سيكون لها مقر في بغداد قريبا.
وقال مراسل وكالة الانباء العراقية (واع)، ان "الحمداني ناقش على هامش لقائه مديرة منظمة اليونسكو في باريس أودراي أزولاي ملفات مهمة في مجالات الثقافة والآثار والتربية والتعليم العالي".
وعبر الحمداني عن "امله بوضع بابل على لائحة اليونسكو بعد تلبية المتطلبات"، مؤكدا ان "اليونسكو سيكون لها مقر في بغداد قريبا".
مشاركة ناجحة
يشار إلى أن رئيس الجمهورية اختتم مساء أمس الأول الاحد زيارته الى جمهورية مصر العربية بعد مشاركة ناجحة ومثمرة في مؤتمر القمة العربية – الاوروبية، الذي عقد في مدينة شرم الشيخ.
وحظي حضور العراق باهتمام رؤساء وفود الدول الشقيقة والصديقة الذي يدل على نجاحه في الانفتاح على محيطه الخارجي ومد جسور التعاون مع دول الجوار العربي والاقليمي.
واسهم الرئيس صالح بدور فاعل في انضاج اهداف المؤتمر وتحقيق المضامين التي دعا اليها من خلال اللقاءات والمشاورات الثنائية التي اجراها سيادته خاصة في مجال تعزيز الشراكة العربية – الاوروبية، وسبل التعاون المشترك في مواجهة التحديات المشتركة.
وفيما اجتمع قادة اكثر من 50 دولة في شرم الشيخ، فان مشاركة العراق لاقت ترحيباً كبيراً من خلال سلسلة اللقاءات التي اجراها رئيس الجمهورية مع رؤساء الوفود في مقر اقامته بشرم الشيخ، فقد اكد رئيس الجمهورية خلال لقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اهمية التعاون المشترك بين الاشقاء والاصدقاء من اجل تجاوز الخلافات واعتماد الحوار البنّاء لحلها.
وجدد خلال لقاء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، الحرص على تعزيز العلاقات مع المملكة وجميع دول الجوار، مشدداً على ان العراق تبنى سياسة الانفتاح على محيطه العربي والإقليمي.
كما التقى رئيس الجمهورية امير دولة الكويت سمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، وجرى التاكيد على تعزيز العلاقات الاخوية بين البلدين وتوسيعها في المجالات كافة.
وخلال لقائه الرئيس الصومالي، بحث سيادته العلاقات الثنائية بين البلدين والسبل الكفيلة بتطويرها، فضلاً عن مناقشة توسيع آفاق التعاون بما يخدم المصالح المشتركة.
من جانب آخر اكد رئيس الجمهورية، خلال لقائه في مقر اقامته بمدينة شرم الشيخ رئيس وزراء التشيك اندريه بابيش اهمية تعزيز علاقات التعاون بين البلدين وسبل تمتينها بما يرسخ اواصر الصداقة بين الشعبين.
والتقى صالح ايضاً، رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين وبحث معه العلاقات الثنائية وآفاق تطورها وتعزيزها، فضلاً عن مساهمة الشركات السويدية في اعمار العراق والاستثمار في المجالات الاقتصادية والكهرباء والنفط.
رئيس الجمهورية شدد على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين العراق والنمسا، خلال استقباله المستشار النمساوي سباستيان كورز، مثمنا مواقف دول الاتحاد الاوربي لما قدمته من مساعدة للعراق في حربه ضد تنظيم داعش.
وأشار رئيس الجمهورية، لدى استقباله رئيس وزراء فنلندا يوها سيبيلا، الى ضرورة استثمار الشركات الفنلندية في تطوير قطاعات النفط والطاقة والصناعة في العراق.
دور العراق الطليعي
وفي كلمة ألقاها بمؤتمر القمة العربية - الاوروبية، في شرم الشيخ، قال رئيس الجمهورية: إن "المشتركات في الجوار التاريخي العربي الاوروبي، والضرورات الاقتصادية والتكامل الثقافي تفرض نفسها على الجميع، وتدعم تبني العمل المشترك، لتمكين شعوبنا من المضي معا نحو المستقبل".
وأضاف صالح "أنا قادمٌ من العراق، الذي واجه بشجاعة تهديدات الارهاب ممثلا بتنظيم "داعش" ونجح عبر تبني مبدأ التعاون الاقليمي والدولي في تقويضه، وكسره"، مبينا ان "الانتصار كان ثمرة لإرادةِ العراقيين ودفاعهم عن بلدهم ومدنهم، فيما كان للجهدِ المؤازر للتحالف الدولي ومن الجيران دورُه الذي لا ننساه".
وأوضح صالح ان "العراق الآن بدورِه الطليعي في محاربة الإرهاب والتطرف، وبموقعه الستراتيجي وموارده وباستحقاق الإعمار فيه، يتطلع الى أن يكون ساحة توافق لمصالح دول المنطقة وشعوبها لا ساحة للتناحر والتنازع، كما ان العراق بعمقه الخليجي والعربي، وبجواره الاسلامي، وبما يمتلكه من موارد طبيعية وبشرية، يمكن أن يكون فاعلاً في لمّ شمل المنطقة وتخفيف التوتر فيها".
واشار رئيس الجمهورية الى ان "رؤيتنا لمصالحِنا الوطنية واستحقاقات التنمية، تستند على حماية سيادة العراق واستقراره وعلى النأي به عن سياسة المحاور، مؤكدا اننا" نتطلع إلى مساهمةٍ فاعلة لبناء منظومة جديدة مستقرة في المنطقة قوامها الأمن المشترك والتكامل الاقتصادي من خلال ترابط البنى التحتية ونزع اسباب التوتر والنزاع".
وجدد دعوته الى "تعاون شامل يكرس المنافع المتبادلة في التنمية والأمن بين الدول المتجاورة والمتشاطئة على بحرين حيويين في هذه المنطقة هما الخليج والمتوسط"، مبينا ان هذا الجزء الحيوي من العالم حينما يتمتع بالامن والرفاهية فان استقرار العالم سيكون مرتكزا على هذه المنطقة.
جدير بالذكر أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أعلن، أمس الاثنين، مشروع البيان الختامي للقمة العربية الأوروبية، مشيرا الى أن عقد القمة المقبلة سيكون في بروكسل عام 2022.
وقال السيسي، في كلمته التي القاها في ختام فعاليات القمة العربية الأوروبية، الذي عقد في مدينة شرم الشيخ على مدى اليومين الماضيين، إن "البيان الختامي الذي تم التفاوض حوله على مدار الأيام الماضية، يعكس أبرز القضايا الستراتيجية التي تهم الجانبين العربي والأوروبي".
وأوضح السيسي أن "البيان تضمن تعزيز الشراكة العربية الأوروبية، وتطوير التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات وسبل مواجهة التحديات المشتركة، فضلا عن القضايا الاقليمية محل الاهتمام المشترك، والاتفاق على عقد القمة القادمة في بروكسل بحلول 2022".