قصة النفايات

الصفحة الاخيرة 2021/08/30
...

حسن العاني
لا أذكر الان تاريخ التقرير الصحفي الذي اطلعت عليه حول (النفايات) وكيفية الافادة منها، ولكنني أذكر جيداً بأن ذلك كان قبل سنوات بعيدة ربما لا تقل عن عقدين، اذ جاء فيه ان العلماء في احد البلدان الاوروبية تمكنوا عبر التكنولوجيا الحديثة من تحويل نفايات المنازل والمصانع والدوائر الحكومية الى مواد بناء متنوعة الاستعمالات، ونجحوا في اولى تجاربهم المبكرة ببناء عدد من البيوت الصالحة للسكن وبمواصفات عالية الجودة، ولعل هذا النجاح سيقود بالضرورة الى بناء آلاف العمائر العالية ذات الطبقات العديدة وصولاً الى انجاز ما يعرف بناطحات السحاب ..
امر اكيد ان هذا الاختراع في حالة اكتمال تطوره ودخوله حيز التنفيذ والتطبيق سيسهم اولاً في التخلص من النفايات كونها مشكلة واقعية مزعجة ومؤذية على المستوى البيئي والصحي والجمالي، وثانياً سيوفر ملايين المنازل والابنية والعمائر بكلف شبه مجانية.. (ولن نستبعد من مجيء اليوم الذي يرتفع فيه صوت العاملين في شراء البضائع العتيقة على النحو التالي: اللي عنده زبالة للبيع!)
في عددها المرقم 4969 طلعت علينا الغراء جريدة الصباح بتقرير اكثر تشويقاً واثارة عن هذا الموضوع، وكأنه استكمال لقصة النفايات، اذ ذكرت بأن مجموعة من طلبة الجامعة الهولندية (آيندهوفن) للتكنولوجيا ابتكروا سيارة كهربائية تسمى {لوكا}، مصنوعة من شتى انواع النفايات المتعارف عليها، وهذه المركبة تسير بسرعة (90) كيلومتراً في الساعة ويصل مداها الى (220) كم / ساعة، عند شحنها بالكامل، ويؤسفني أن مجال النشر لا يتسع لمزيد من التفاصيل التي اوردها 
التقرير.
هذه التي ننظر اليها باشمئزاز عامرة بالغرائب، قصور وناطحات ومركبات، ومن يدري اي نوع من القنابل الذرية واسلحة الدمار الشامل وادوات الطهي وغرف العرسان، يمكن تصنيعها من النفايات التي بإمكانها أن تسقط حتى الحكومات، وزيادة على ذلك فانها في العديد من بلدان افريقيا وآسيا و اميركا الجنوبية وغيرها تقدم فوائد اعظم مما ذكرناه، فملايين الفقراء يبحثون بين انقاضها عما يصلح للطعام، او يصلح للبيع بدراهم معدودات او يتخذون من مكباتها ملاجئ للنوم!.