تسيتسي دانغاريمبجا.. وقراء القرن 22

ثقافة 2021/08/31
...

 أليسون فلوود
 
 ترجمة: ليندا أدور
 
بعد أن أُدرجت أحدث روايتها التي حملت عنوان «هذا الجسد الحزين» ضمن القائمة المختصرة لجائزة البوكر لعام 2020، تروي فيها قصة فتاة تحاول أن تصنع حياة لها في زيمبابوي ما بعد الاستعمار، التي تمت الإشادة بها ووصفها بـ «الرائعة» و»السامية»، من المتوقع أن العمل المقبل للكاتبة، تسيتسي دانغاريمبجا، لن يحظى بذات القدر من الجوائز والترشيحات، اذ لن يرى النور حتى العام 2114.
ستكون الروائية الزيمبابوية دانغاريمبجا، هي المؤلفة الثامنة التي تم اختيارها لمشروع «مكتبة المستقبل»، العمل الفني العضوي الذي كان من ابتكار الفنانة الأسكتلندية كاتي باترسون، وشرعت به في العام 2014، عندما تم غرس ألف شجرة تنوب فضي في رقعة من إحدى الغابات خارج العاصمة النرويجية أوسلو. 
تطلب باترسون من كاتب واحد، سنويا، المساهمة بمخطوطة للمشروع، التي تترك لمؤلفها حرية تقرير طول القطعة. وقد انضمت دانغاريمبجا الى كل من الكندية مارغريت أتوود والفيتنامي الأميركي أوشن فونج والنرويجي كارل أوفه كنوسغارد، حيث سيتم الاحتفاظ بالأعمال، التي لم يطلع عليها أحد سوى مؤلفيها، داخل غرفة مغلفة من خشب الغابة في مكتبة ديشمان بأوسلو، وبعد مرور مئة عام، اي في العام 2114، سيصار الى قطع الأشجار لاستخدامها في طبع المخطوطات البالغ عددها 100 لأول مرة. 
عن هذا العمل الفني، تقول دانغاريمبجا بأنه: «يعبر، تماما، عن تطلعي لثقافة انسانية تكون استدامة الأرض محور لها»، مضيفة «فأنا أتشارك مع الكثير من سكان هذا الكوكب الجميل، الشعور بقلق عميق في ما يخص رفاهية أوطاننا، وعن التواصل، عبر هذا المشروع، مع أولئك الذين سيكونون موجودين بعد 100 عام فهو أمر مثير بحق وشرف كبير
أيضا». 
تشير دانغاريمبجا، التي تعد روايتها الأولى، الظروف العصيبة»، التي صدرت في العام 1988، أول رواية تكتب باللغة الانكليزية من قبل امرأة سوداء من زيمبابوي، إلى أنها بالفعل، «حسمت قرارها بشأن القصة» التي سترويها، وأنها لم تشعر بالقلق من حقيقة أنها لن تعرف مطلقا كيف سيتم تلقي مؤلَفها. «كنت على الدوام جمهوري الأول، لذا أعتقد، طالما أنني أشعر بالرضى، سأكون مستعدة لإطلاقها»، تقول دانغاريمبجا مضيفة «منذ مدة طويلة وأنا أكتب، والكثير من الأشياء، دون كم كبير من التغذية الراجعة، وعندما يتعلق الأمر، على سبيل المثال، بـ «هذا الجسد الحزين»، فهو أمر رائع. أمضيت الكثير من حياتي وأنا أكتب في الفراغ، لذا أن معتادة على الكتابة في
الفراغ».
من جانبها، قالت باترسون ان «مكتبة المستقبل» «كان لها الشرف» لضم دانغاريمبجا لقائمتها التي ضمت الروائيين البريطاني ديفيد ميتشل والكورية هان كانغ والآيسلندي شون والتركية إليف شافاك. متحدثة عن دانغاريمبجا، تقول باترسون: «لقد شكّلت كلمات تسيتسي العالم، فهي تحظى بالإعجاب بعموم أنحاء العالم كصوت للأمل»، مضيفة «هي تعالج الاضطهاد والتمييز والعنصرية الممنهجة، من خلال التأليف والكتابة الشجاعة التي لا يمكن
نسيانها». 
عن اختيارها لتكون ضمن مؤلفي مكتبة المستقبل تقول دانغاريمبجا: «هو أمر صادم بالفعل، فأنا لا أفكر في نفسي على هذه الشاكلة، انا على يقين من أن هناك كتابا ومؤلفين يرون أنفسهم بهذا المستوى ككاتب، لكني لا أرى نفسي كذلك، لذلك كان شرف عظيم لي وانا سعيدة به بحق».
يشار الى أن رواية «الظروف العصيبة» التي جاءت رواية «هذا الجسد الحزين» كجزء مكمل لها، تمت تسميتها من قبل هيئة الإذاعة البريطانية BBC كواحدة من أفضل 100 كتاب شكل
العالم. 
اليوم، في هراري، تعكف دانغاريمبجا على كتابة رواية شبابية تأملية واقعية، الى جانب كونها بانتظار موعد محاكمتها بعد أن تعرضت للاعتقال خلال احتجاجات مناهضة للفساد شهدتها هراري العام الماضي، اذ وجهت لها تهمة النية للتحريض على العنف، التي على إثرها، طالب العديد من الكتاب والمنظمات المدافعة عن حرية التعبير بإسقاط تلك التهم، واصفين إياها بالعمل
الشائن.
 
*صحيفة الغارديان البريطانية