مواقع التواصل الاجتماعي..منصات لترويج ادوية ومستحضرات دون رقابة

ريبورتاج 2021/09/01
...

 فجر محمد
 
اذا كنت من رواد مواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك والانستغرام، واذا كنت من المبحرين الدائمين في بحر الانترنت، فانك على الارجح ستكون هدفا لمواقع مختلفة تروج لادوية وعقاقير ومستحضرات طبية، وستتبادر الى ذهنك اسئلة متنوعة من بينها ما مدى الفائدة المرجوة من هذه العلاجات، وهل هناك رقابة عليها؟.
 
اعلانات ترويجية
منذ أن شاهدت الاعلان الترويجي لاحد ادوية المفاصل عبر موقع الفيسبوك ولم تكف الحاجة ام خليل عن مطالبة اولادها بأن يحضروا  لها هذا الدواء، ولكثرة طلبها وشكواها من آلام المفاصل المؤذية، قرر ولدها الاكبر أن يشتري لها ذلك الدواء. 
 
مشكلة كبيرة
على اية حال سيسعدك أن تعرف بانك لست الوحيد المستهدف بل هناك العديد من دول العالم، لا سيما العربية يشكو فيها متصفحو الانترنت من تلك الادوية، ولكن كيف بمقدور الشخص العادي الذي يعاني من امراض مختلفة، ويبحث عن العلاج أن يجد في تلك المواقع حلا سحريا وجذريا لمشكلته.
يصف خليل كاظم هذا الامر بالخدعة، فبخلاف الصفحات الممولة التابعة لاطباء ومختصين وشركات ادوية رصينة، هناك تلك التي تحضر العلاجات والعقاقير وتبيعها باثمان قد تكون باهظة في كثير من الاحيان ولكنها من دون جدوى، فيقول خليل: «بعد الحاح والدتي المتكرر وطلبها المستمر مني ومن اخوتي أن نجلب لها الدواء الذي وصفته احدى الصفحات الترويجية بانه سحري وجذري، وبالفعل تم ما ارادت ولكنها لم تجد التحسن ولا حتى بنسبة بسيطة».
 
خلطات ووصفات
يخترع المروجون كل يوم مستحضرات جديدة لاستقطاب المستهلكين، ومنها خلطات ووصفات تسمين وتنحيف، وتروي المراهقة نغم قاسم تجربتها مع احدى تلك الخلطات وبالتحديد عسل التسمين، وكيف انها اعجبت بالكم الهائل من التعليقات المروجة والمادحة لهذا المركب التي وصفته بالرائع والمفيد، ولم تتوان نغم عن جلب ذلك المنتج فورا والبدء باستخدامه، لتتفاجأ فيما بعد بمغص شديد في البطن، اذ تروي ما حصل قائلة: «كانت سعادتي غامرة بجلب عبوة العسل، اذ كنت متحمسة الى ابعد حد لاستخدامه وبالفعل ما أن وصلت الى يدي، حتى سارعت الى اخذ ملعقة طعام كبيرة منه وفقا لتعليمات الاستخدام المكتوبة على غلاف العبوة»، لتشعر نغم بعدها بآلام ومغص شديد وتهيج بالقولون، ما دفعها الى ترك المنتج وعدم استخدامه مرة اخرى.
 
مخاطر كبيرة
لم تمر قضية الطالبة الجامعية في اقليم كردستان هيلين احمد التي فارقت الحياة بعد استخدامها حسب تصريحات اسرتها لحبوب التسمين المعلن عنها في احدى صفحات الفيسبوك من دون اجراء اللازم، اذ ما زالت صحة الاقليم تحقق في قضية وفاتها، اذ تبين انها حدثت نتيجة مضاعفات واضرار بالكبد والامعاء، وقد حذرت وزارة الصحة في الاقليم المواطنين من تداول اي ادوية وعقاقير طبية عبر الفيسبوك من دون التأكد من المصدر، على الرغم من انها لم تؤكد ارتباط الوفاة بذلك المنتج، الا ان احد اقارب المتوفية بين انها طلبت العقار من احدى الصفحات التي اكدت لها ان هذا المنتج آمن وليست له اضرار تذكر. 
 
مشكلات نفسية
وعلى العكس منها كانت حنان ابراهيم تبحث عن خلطات التنحيف، فقد تجاوز وزنها المئة كيلوغرام وبدأ الامر يتسبب لها باحراج شديد، لذلك وجدت ضالتها في احدى الصفحات، ولكنها هي الاخرى لم تستفد منها بشيء.
المختص بالتغذية والصحة العامة الدكتور صلاح الجادري اشار الى وجود العديد من المواقع التي تعج بها شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وغالبا ما تكون وهمية او يديرها اشخاص بعيدون كل البعد عن التخصص الطبي والصحي، فهناك نساء يعانين من مشكلات نفسية واستنزاف طاقة بسبب مشكلات البدانة، ما يدفعهن الى حلول سريعة ولكنها غير مجدية اي استخدام عقاقير وادوية متنوعة.
وفي دول عديدة بالعالم جرى تشكيل لجان تراقب السوق الدوائية، اذ ذكرت التقارير ان مجالس البلديات المحلية في بريطانيا شنت حملة رقابية على شبكات ومواقع الانترنت التي تروج وتبيع حبوب الحمية السريعة، فقد بينت التقارير وفاة عدد من مستخدمي تلك الحبوب، اذ قاموا بشرائها من الانترنت، ليتبين لاحقا ان تلك المواد تحتوي على مادة تسرع من عملية التمثيل الغذائي، فضلا عن التسبب بزيادة وتسارع في ضربات القلب وارتفاع درجات الحرارة وبالتالي الوفاة، ولم يقتصر استخدام تلك العقاقير على تلك المشكلات والاضطرابات الصحية، بل وصل الحال الى التكلفة الاقتصادية، اذ غالبا ما تكون تلك المنتجات باهظة الثمن، لذلك لابد لكل فرد أن يتحلى بالثقافة والوعي الصحي والا ينجرف وراء الدعايات، فربما يكون الثمن حياته او التسبب بمشكلة صحية طويلة الامد.
 
تساقط الشعر
وعلى عكس الحاجة ام خليل ونغم فقد كانت ريماس يوسف ربما هي الاكثر حظا في عثورها على منتج يفيدها لايقاف تساقط الشعر، اذ تقول: «وجدت ضالتي في احدى صفحات التجميل، اذ كانت تروج لمجموعة من زيوت الشعر، ولانني حاولت كثيرا واستخدمت منتجات متنوعة الا انني كنت غالبا لا اجد اي فائدة مرجوة منها، ولكن هذه المجموعة افادتني بشكل كبير، اذ انها من انتاج احدى الشركات الرصينة في العالم».