من هو الانسان؟

الصفحة الاخيرة 2021/09/01
...

حسن العاني
تباينت آراء الفلاسفة والعلماء حول تعريف الانسان تعريفاً شاملاً ونهائياً، فقالوا انه (حيوان) ناطق، غير ان هذا القول لم يصمد طويلاً بعد أن ثبت علمياً ان للطيور وعموم الحيوانات لغة خاصة يتم التخاطب بها وتؤدي الغرض المطلوب على افضل وجه ولكننا لا نفهمها او لا نفهم معظمها، وعليه فان النطق ليس صفة بشرية خاصة بالإنسان!.
رأي آخر ذهب الى أن الانسان (حيوان) عاقل، وهذا ما ذهبت اليه الاكثرية، ومع ذلك هناك من يطعن بهذا الرأي لقناعته بأن كثيراً من الحيوانات اعقل من الانسان، فالحيوانات المفترسة على سبيل المثال لا تقتل إلا عند الجوع، والانسان يمارس القتل وهو شبعان الى حد التخمة، والحيوان المفترس اذا حصل على طعامه اكل واكتفى وتوقف عن مطاردة الفرائس، وابن آدم لا يشبع من المغانم ولو امتلك مال قارون وخزينة العراق، وهكذا تراجع هذا الرأي على الرغم من اصرار البعض على 
التمسك به.
لعل اقرب الآراء الى الصواب – وهو ما اميل اليه شخصياً، مع انني لست من شلة الفلاسفة ولا فصيلة العلماء – هو الذي يذهب الى أن الانسان (حيوان) ضاحك، اذ لا يوجد على سطح الكرة الارضية حيوان واحد يحسن الضحك باستثناء (البقرة الضاحكة) التي تقدم دعاية ظريفة للاجبان!.
هنا علينا الاتفاق بأن الضحك هو أبرز صفة تميز حيوانية الانسان عن غيره من الحيوانات – لا توجد صفة اخرى عند البشرية توازي الضحك الا البكاء – فقد تفننت الناس في طريقة ضحكها وابتكرت عشرات الانواع، فهناك ضحكة غامضة مثلاً، وهناك ضحكة تنم عن بلادة او قلة ذوق او تشفٍ.. الخ، ولكن الشائع منها هي تلك التي تعبر عن فرح او حزن او غزل او هستيريا..الخ، على ان الاكثر شهرة وتعبيراً صامتاً عن موقف ما، هي الضحكة (الساخرة)، فالمواطن يمكن أن يطلقها اذا سمع احد السياسيين يقول (هذه القضية مخالفة للدستور او منسجمة معه) بعد أن بات خرق الدستور هو القاعدة والالتزام به هو الاستثناء!.
الشعب العراقي منذ مئات السنين وهو يضحك ساخراً من الطبقة السياسية وقد دفع الثمن، سجونا ومعتقلات وشهداء، وقد توقف عن ذلك بعد 2003، لان الطبقة السياسية هذه المرة هي التي بدأت تسخر منه وتضحك عليه!.