حازم الجعفري
حب الإمام الحسين «ع» متجذرٌ في قلوب أهالي الشامية وأقيم أول عزاء فيها سنة 1931 كان موحداً ضمّ كل سكنة المدينة, وكان مكان ذلك العزاء في الجامع الكبير الحالي ببنائه القديم وقد أشرف عليه السيد صاحب الشرع والسيد تقي القزويني رحمهما الله, وأول قارئ ارتقى المنبر هو المرحوم السيد عباس والد المرحوم السيد ضياء وتبعه الرادود المرحوم الحاج مهدي المختار.
كان بيت السيد صاحب الشرع يقع في سوق النجارين الحالي قبل أنْ ينتقل للسكن في بستانه الحالي في الجهة الأخرى من المدينة وذلك سنة 1932، وبذلك أصبح للشامية طرفان وعزاءان هما العالية والنزيزة (السوق والسراي), وكان طرف السوق يقيم عزاءه في الجامع الكبير. ومن أهم الشخصيات التي تشرف على ذلك العزاء المرحوم عبد الحسين الحوار والمرحوم مجيد مغيض والمرحوم حسين شربه جد الحاج سعد شربه والمرحوم والد عباس السقًّا والحاج مهدي المختار والمرحوم الحاج حسن عبد الرضا حميدي مؤذن الجامع, وبعد أنْ تيسرت طرق المواصلات استقدم المشرفون على الموكب من النجف الرادود عباس الترجمان ومن بعده الشيخ فاضل, وفي يوم التاسع وهو يوم (الذبّه)، يقوم الحضور بالتبرع للرادود وكان المرحوم عبد الحسين الحوار ومن بعده المرحوم مهدي المختار يجلسان على درجات المنبر لتسلم التبرعات.
أما في طرف النزيزة فكان المشرف عليه السيد المرحوم صاحب الشرع والمرحوم أحمد حافظ والمرحوم الحاج سباح شاني والمرحوم الحاج حميد العبيدي والمرحوم عباس حاج عبود والمرحوم الحاج رشيد كوك الله، علماً أنَّ الكثير من (الرواديد) الذين تم استقدامهم من النجف ليقرؤوا في موكب طرف النزيزة ومنهم الشيخ جاسم النويني ومحمد البلوشي والشيخ عبد الرضا, وكانت ايضا تقام (الذبة) يوم التاسع من عاشوراء وكان يتسلم التبرعات في بداية الأمر المرحوم الحاج عباس محمد سعيد ولما توفي قام المرحوم ناصر الأطرقجي بتسلمها ولما توفي حل محله المرحوم عزيز حسين حجي. ومنذ اليوم السابع تقام مسيرات الزنجيل والمشق دون تطبير، أما دستات اللطم فكانت تقام ليلاً وكانت كل الردات سياسيَّة ومنها:
ما دام ليزيد الظلم باحكامه
ما دام ليزيد وقليله أيامه
الظلم دمّر لودام
بنيانه حتما ينهدم بنيانه
وكانت تقام (التشابيه) بدءاً من اليوم السابع للطرفين العالية والنزيزة, وكان أشبه بالتسابق بينهما للظهور بالمظهر الجيد للناس والمعزين, وفي بداية الستينيات تأسس موكب عزاء الصوب الصغير وأسسه الشهيد محسن خلف في صبيحة اليوم العاشر تنزل دستتان للتطبير واحدة من العالية والأخرى من النزيزة وكلها تتجه نحو بيت السيد صاحب والسيد تقي, ومن أشهر من استعمل البوق هما ميري جبار مطلب وكاظم حسين، وأشهر من حمل المشعل هو حسون الحداد، أما حامل الراية فهو عبد الأمير علي، أما أشهر من يضرب على النقارة هو الراحل جواد كاظم كصاد وأول من حول اللوكسات الى مصابيح الفلورسن هو الراحل عبد الجليل عوض.
كان ممنوعاً أنْ يتطبّر أي أحد قبل صبيحة اليوم العاشر من محرم. وبعدها يذهب الناس الى الحيرة لمشاهدة تمثيل واقعة الطف, وفي العام 1960 أقيمت (الدايره) في الشامية في حي وزيرة وكان يمثّل فيها المرحوم السيد صاحب الشرع وولداه السيد حسن والسيد صالح والمرحوم الحاج سباح شاني الذي يمثل دور عمر بن سعد والمرحوم وحيد حساني الذي كان يمثل دور الشمر وكان يجيده إجادة تامة ويأتي اختيار أجمل شاب في المدينة ليمثل دور القاسم, وبعد اليوم الحادي عشر تتوقف كل الشعائر ويعود الناس الى أعمالهم استعداداً لزيارة أربعينيَّة الإمام الحسين «ع».
الرحمة والغفران والجنة لكل من أسهم من أهل الشامية بأداء الشعائر الحسينيَّة