منصور الهبر وكسر جمود اللوحة

ثقافة 2021/09/01
...

 يقظان التقي
      
‎منصور الهبر، تشكيلي مدهش، خطير جداً، يكسر جمود اللوحة، يستخدم وسائل مباشرة مبتكرة يستنفر علاقات جديدة بين المادة اللونية، والسطح والموتيف الخام، فتصير المادة الورقية مادة تشكلية تترك إطارها الطبيعي، حضورها الجامد العتيق، ويضحي بالإطار سريع الزوال، وتتحرك  الألوان بدورها لتصير مؤتلف مادة ورقية خام ويراكم لعبته  كمن يراوح لعبة الذوبان في لوحة الحدث الفني فيصنع منه مسرحا لونيا
 حركيا. 
‎شاب يلتقط الحدث المتحرك في الأداة والمادة والمعنى، يتحرك ويثير انطباعا من النوع الذي يصعب التقاطه. 
‎اتجاه فني، بلوك فني خاص بوجه مفتون بالأداء الحي على الورق والجلد والقماش، والتقميش والتقطيع والامحاء والكسر…، فتصير اللوحة مساحة تمرد وحرية وموتيفات هوامشها، أطرها قابلة للتلف. 
‎تركيب مدهش يوحي برغبة في هذا الاتجاه المعاكس، متجاورا بالأصابع مع لعبة رسم وتجهيز وكولاج تجريدي عميق ركيزته ثقافة تبلغ مرحلة التمرد على الكادر الى الأقصى. هذا في الحدود العليا للرسم، أما في الحدود السهلة التي تتجاور فيطل على مجتمعات اللوحة القريبة في سخرية ما بعد حداثوية من نوع الحضور السهل لأوضاع منفوخة ومضحكة، مادة للخطوط ومجرد تسلسل أحداث وأشياء وإشارات وتلميحات زاجرة تتجمع في رسم تصويري يتجمع حول أحداث عابرة ولكن بلعبة كسر تجريدية للخطوط بين عريضة ورفيعة. بين سماكة هذا اللون، وشفافية اللون
 الآخر.. 
‎من التصوير التشكيلي الى التصوير التجريدي. بطابع مشرقي. يصنع من جداريات الإطار التعبيري والأثر. العميق لثقافات ركيزتها بعيدة في التراث. 
‎منصور الهبر يعود بقوة الى الرينغ، غاليري The LA Gallerie مسافة أمتار عن النبرات والصوت المديني المكتظ.  
‎الصوت التشكيلي تجده في ألوانه. أماكن الكسر، الفوضى الشاعرية، كثافة هنا ونصف فضاء هناك، حتى الموتيف الورقي والفراغ يصنع مساحته البصرية ويعلن ان المساحة الغانية تخرج من الخراب. وألوانه ليست استعراضية تتميز بالامتناع عن البهرجة. 
‎ الهبر حالة ثقافية تجاوز فيها الشاب الحيوي معادلات الرسم البصرية والريشة الى أفق خارج وصف المنظر وإلا التدخل بحدود الرسم المتعارف عليها. اللعب خارج حدود اللوحة!.