ضغوط دوليَّة ولبنانيَّة من أجل ولادة قيصريَّة للحكومة

الرياضة 2021/09/02
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
جهود حثيثة وتحركات مكوكية بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي والرئيس اللبناني ميشيل عون يبذلها المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم من أجل التمهيد للقاء الرابع عشر بين الرئيسين والذي من المفترض أن يحمل معطيات إيجابية في ملف تشكيل الحكومة. 
إبراهيم كما يفيد مصدر واكب تحركاته لـ "الصباح" أمس الأربعاء، أحاط بشكل وافٍ بطبيعة التقاطع بين عون وميقاتي من خلال حصوله على ورقتين تحمل كل منهما تشكيلة وزارية بإمضاء الرجلين وهو يعكف حالياً على تقييم ودراسة التشكيلتين ووضع الإصبع على مكامن الخلاف فيما يتصل بتوزير هذه الشخصية أو تلك، وإنه تمكن بعد جهد من تفكيك أغلب العُقد الحكوميّة، مما يتصل بطرح الأسماء في التشكيلة الحكومية الأخيرة، بحيث تحظى بقبول وتوافق بين الرئيس عون والرئيس المكلّف  ميقاتي، من خلال إعادة توزيع بعض الحقائب والإبقاء على الأسماء المتفق عليها 
حتى الآن.
وعلمت "الصباح" ان باريس أبدت من خلال باتريك دوريل مستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعمها لوساطة اللواء عباس إبراهيم وهي تتواصل من جهتها مع المعنيين من أجل تذليل نقاط الخلاف وصولاً لتحقيق خرقٍ في جدار العقبات الحكومية. 
ويخشى مراقبون في بيروت أن يلاقي مصير وساطة إبراهيم بين عون وميقاتي ذات الانسداد والاخفاق الذي وصلته مبادرته بين عون والمكلف السابق سعد الحريري، بينما يرى آخرون أن ثمة عنادا شديدا بين كل من نادي رؤساء الحكومات السابقين ولاسيما رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة الذي يشكل عامل ضغط كبيرا على الرئيس المكلف ميقاتي، وبين رئيس التيار الوطني الحر الوزير السابق جبران باسيل والذي تقول المصادر بأنه يشكل عامل ضغط على الرئيس ميشيل عون، لذا فإن وساطة إبراهيم تشوبها الكثير من الصعوبات الأمر الذي يجعل ما ينقل عنه بأنه وضع لنفسه سقفاً زمنياً لا يتجاوز الاسبوع أمر في غاية الصعوبة، غير أن التسريبات التي حصلت عليها "الصباح" تفيد بحصول تقدم نسبي في مسعى إبراهيم وإنه عازم على إتمام مهمته. 
وفي الوقت الذي يشدد فيه الرئيس عون والتيار الوطني الحر بأنه لا يسعى الى الحصول على الثلث المعطل في الكابينة الوزارية تفيد مصادر تيار المستقبل ورؤساء الحكومات السابقين بأن ميقاتي مازال يصطدم برغبة عون ومن خلفه صهره الوزير السابق جبران باسيل في الاستئثار بالثلث المعطل في مجلس الوزراء "ليتسنى له التحكم في مجريات جلساته"، وتبرز معضلة الوزيرين المسيحيين الذي يحاول إبراهيم تفعيل مقترحه بتسمية شخصيتين مستقلتين تماماً بحيث لا تكون قريبة من أحد الأطراف وهو الأمر الذي لم تتضح معالمه حتى الآن، فيما تشدد اطراف مؤثرة في المعادلة اللبنانية على رغبتها بإبعاد خيار الاعتذار عن ساحة الرئيس ميقاتي في الوقت الحاضر ريثما يتم إحداث خرق جدي في ملف التأليف المعقد. ويقف حزب الله داخلياً في طليعة الضاغطين بهذا الاتجاه بينما تقف باريس خارجياً في نفس المسعى الذي يعمل على ترجيح كفة التأليف على الاعتذار. 
الى ذلك التقى الرئيس اللبناني ميشال عون صباح أمس الأربعاء وفداً من لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي برئاسة السيناتور كريس مورفي بحضور السفيرة الاميركية في بيروت دوروثي شيا، وبحث معه الأزمات التي تعصف في لبنان وملف تشكيل الحكومة، واكد أنّ "هناك تقدماً في المفاوضات مع الرئيس المكلف ميقاتي على صعيد تشكيل الحكومة" بينما أشارت مصادر سياسية في لبنان الى ان الوفد الأميركي يأتي بيروت حاملاً ورقة العقوبات الضاغطة على المعرقلين.