أسماك القرش.. علاج محتمل لأمراض الشيخوخة

من القضاء 2019/02/26
...

الصباح / وكالات 
يعتقد العلماء أنّ أسماك القرش البيضاء الكبيرة قد تحمل أسرار علاج السرطان والأمراض الأخرى المرتبطة بالعمر.
وكشفت أول خريطة حمض نووي، دي أن أيه، لأسماك القرش البيضاء الضخمة، “طفرات” تحمي القرش من السرطان وأمراض أخرى.
ويأمل العلماء أن تساعد المزيد من الأبحاث في تطبيق هذه النتائج على علاج الأمراض المرتبطة بالعمر عند البشر.
وكشفت الخريطة ايضا أن لدى أسماك القرش البيضاء القدرة على إصلاح حمضها النووي الخاص، وهو شيء لا يمكننا كبشر فعله.
وقد أجرى فريق من العلماء هذا البحث في مركز أبحاث أسماك القرش التابع لمؤسسة “سيف أور سي” في جامعة جنوب غرب نوفا في ولاية فلوريدا.
 
ماذا تخبئ في جيناتها؟
الجينات غير المستقرة في البشر هي ما يجعلنا عرضة للأمراض مثل السرطان.
ولأنّ أسماك القرش من أقدم المخلوقات وأكثرها تكيّفا مع من حولها، فقد استطاعت تطوير حمضها النووي بحيث يمكنه المحافظة وإصلاح نفسه من التلف.
يقول الدكتور محمود شيفجي، أحد المشاركين في الدراسة “إن عدم استقرار الجينوم مسألة مهمة جداً في الإصابة بالعديد من الأمراض البشرية الخطيرة”.
ويضيف “الآن نجد أن الطبيعة قد طورت استراتيجيات ذكية تساعد أسماك القرش في الحفاظ على استقرار الجينوم في أجسادها الكبيرة التي عاشت لمدة طويلة”.
وأردف قائلا “لا يزال هناك الكثير من الامور التي يمكن استخلاصها من هذه الأسماك المتحورة، بما في ذلك المعلومات التي من المحتمل أن تكون مفيدة لمكافحة السرطان والأمراض المرتبطة بالتقدم في السن، وتسريع التئام الجروح في البشر”.
ويعد الحمض النووي، دي أن أيه، لسمك القرش أكبر بمرتين ونصف من الحمض النووي البشري، وهذا يعني أنّ هناك أشياء مشفرة في الحيوانات التي لا يستطيع البشر القيام بها في الوقت الراهن. ويأمل العلماء أن تُكشف هذه الأسرار ويتم استخدامها لمعالجة المشاكل التي حلها الحمض النووي بالفعل في أسماك القرش.
ويعتقد العلماء أنّ أسماك القرش يمكن أن تساعد أيضا في التئام الجروح وتجلط الدم، بسبب قدرتها على التعافي بسرعة من الإصابات الخطيرة.
 
خطوة ناجحة
ويشكّل هذا البحث خطوة ايجابية ناجحة تعطي سمعة إيجابية لواحدة من أكثر الحيوانات المخيفة في الطبيعة.
وقالت المصورة كيمبرلي جيفريز لراديو 1 نيوزبيت إنّها “لم تشعر بالخطر على الاطلاق” عندما سبحت مع واحدة من أكبر أسماك القرش البيضاء في العالم، و يدعى ديب بلو.
وأضافت “إنّها تجربة تدعو للتواضع”، رغم أنّها لا تنصح بالعوم مع بعض أسماك القرش. وأردفت “هذه مخلوقات مفترسة، لذا يجب احترامها”.
وتظهر الدراسات أيضا أنّ أسماك القرش مهمة حتى في مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، إذ أن صيدها يحافظ على أعداد المخلوقات الصغيرة، التي تنتج المزيد من ثاني أكسيد الكربون.