بغداد: مصطفى الهاشمي
بعد ان بلغ عدد سكان العراق للعام الماضي (40) مليوناً و(150) ألف نسمة، بيَّن مختصان بالشأن الاقتصادي، ضرورة حل مشكلة عدم قدرة استيعاب البنية التحتية وواقع الخدمات لهذا الاكتظاظ السكاني، من خلال تبني خطط لتنظيم الأسرة، بما من شأنه السيطرة على ظاهرة زيادة عدد السكان لغرض انجاح ادارة الموارد الاقتصادية، وجعلها تتناسب مع حجم الزيادة السكانية.
وفي هذا الشأن قال الباحث الاقتصادي قيس محمد العبيدي إن “العراق بحاجة الى انفاذ سياسة تنظيم الاسرة وانجاب الاطفال وليس سياسة تحديد النسل، فالفرق بين السياستين كبير، رغم ان الأولى أنجع وانسب للوضع الاقتصادي الراهن
للبلد”.
ورأى العبيدي في حديث لـ”الصباح” أن “الواقع الخدمي بصورة عامة، وعلى وضعه الحالي، بالكاد يحتمل الاكتظاظ السكاني في المدن”، مشيرا الى ضرورة “اقامة حملات توعية للشباب المقبلين على الزواج في ما يتعلق بموضوع تنظيم عدد اطفال الاسرة والانجاب، لأن ذلك من شأنه أن يوفر قدرا من الرفاهية للاجيال المقبلة، والتمتع بحقهم في ثروات
البلد”.
وقال الباحث الاقتصادي مكي عبد الامير لـ”الصباح” أن “ادارة الموارد والثروات التي يمتلكها البلد، بالصورة الامثل، لن تواجهها مشكلة زيادة عدد السكان”، مبينا أن “تعداد سكان الصين تجاوز المليار نسمة في العام 2019 وهي ثاني اكبر اقتصاد عالمي بعد الولايات
المتحدة”.
وتابع عبد الامير ان “الامر يتعلق بنجاح ادارة ملف الثروات وتوظيف الموارد وتشجيع الاستثمار، واستغلال المساحات الكبيرة من الاراضي
في عموم العراق، لبناء واستحداث مدن وتجمعات سكنية، لنكون قادرين على استيعاب أية زيادة أخرى مستقبلية في عدد سكان العراق”.
اما المتحدث الرسمي لوزارة التخطيط، عبدالزهرة الهنداوي، كان قد ذكر في بيان سابق للوزارة، ان عدد سكان العراق، موزعين بواقع (50،50 %) للرجال و(49،5%) للنساء، وجاء بناء على
التقديرات السكانية التي يعدها الجهاز المركزي للإحصاء، وفقا للمعايير الاحصائية
العالمية، مضيفا ان نسبة النمو السنوية للسكان في عام 2020، بلغت (2.6 %).
وفي ما يتعلق بالفئات العمرية للسكان، بين المتحدث، ان “فئة النشطين اقتصاديا، وهم السكان في سن العمل من (15 - 64) سنة، كانت النسبة
الأعلى بين الفئات العمرية، اذ بلغت (56.5 %) من مجموع السكان، تلتها فئة صغار السن بعمر (0 - 14 سنة) التي شكلت (40.4 %) من مجموع سكان العراق، في حين
كانت نسبة سكان كبار السن (65 سنة) فما فوق، هي الأقل بين الفئات العمرية، اذ سجلت ما نسبته (3.1 %) فقط.