الحكومة تتعثّر وحرب البيانات تشتعل في بيروت

الرياضة 2021/09/04
...

 بيروت : جبار عودة الخطاط 
 
خابت آمال اللبنانيين بأن اشتداد ضراوة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية سيجعل الحكومة تخطو نحو الأمتار الأخيرة باتجاه منصة التشكيل، فقد تراجع منسوب التفاؤل وباتت الأجواء السلبية تخيم على المسار الحكومي الذي كما يبدو لم يتأثر بالمعاناة الخانقة التي تضغط بقوة على اللبنانيين. 
ساسة لبنانيون أكدوا أمس الجمعة أن أمل ولادة حكومة عاجلة للنهوض بدور الإنقاذ قد تبدد في زحمة تشبث الفرقاء بالحصص والسعي للظفر بما يمكنهم من حقائب وزارية وازنة، الأمر الذي يجعل الرئيس المكلف ميقاتي في مأزق حقيقي وهو الذي صرح مراراً بأن فترة مهمته ليست لانهائية وإن خيار اعتذاره ليس بالمستبعد أذا واصلت حالة الانسداد الحكومي.
النائب جميل السيد أشار أمس الجمعة إلى أنه "كلنا نتمنى حكومة سريعة للتخفيف من وطأة الأزمة، ولكن، حكومة ميقاتي ستتشكّل من حصص سياسية، يعني ليست حكومة قدّيسين، وستضُم تحالفاً سياسياً مضاداً للرئيس عون من المستقبل وأمل والاشتراكي والمردة وميقاتي، بينما حزب الله مضطر لعدم التورط في الخلاف الداخلي، فأيّ خيارات تبقى للرئيس عون؟!".
الرئيس المكلف ميقاتي بدوره وعلى الرغم من حرصه على (عدم الانجرار الى أجواء السجالات الإعلامية بين الفرقاء) وإزاء حجم الضغط الإعلامي المسلط عليه والمطالب بتبيان حقيقة الازمة، خرج عن صمته وأصدر بياناً لم يخلو من إتهامات موجهة للرئيس عون بالتعطيل وإن جاءت بشكل غير مباشر وتحت عنوان "البعض"، إذ قال مكتبه الاعلامي: "ضاق اللبنانيون ذرعا بالسجالات ويتطلعون الى تشكيل حكومة تبدأ ورشة الانقاذ المطلوبة، ويصر (البعض) على تحويل عملية تشكيل الحكومة الى بازار سياسي واعلامي مفتوح على شتى التسريبات والأكاذيب، في محاولة لإبعاد تهمة التعطيل عنه والصاقها بالآخرين، وهذا أسلوب بات مكشوفا وممجوجا".
ولم يستغرق الأمر سوى سويعات ليرد مكتب الإعلام في قصر بعبدا في بيان جاء في جانب منه: "كثرت في الآونة الأخيرة، أصوات مسؤولين وسياسيين، وأقلام منسوبة تارة الى مصادر وراء خلفيات ممجوجة، عبر مواقف استنسابية وتحليلات غير مستندة الى أساس صحيح، لتصّب في هدف واحد وهو الصاق سبب تأخير الحكومة بإصرار رئيس الجمهورية على الحصول على الثلث الضامن"، وتابع البيان إنّ "السيد الرئيس، اعلن اكثر من مرة بأنّه لا يريد، لا بصورة مباشرة ولا بصورة غير مباشرة، الثلث الضامن".
وأضاف البيان الرئاسي "هذه التعمية، هواية لدى محترفيها، بدأت تنقلب عليهم. وهم إن احترفوها لفترة، مصوّبين على الرئيس وصلاحياته الدستورية، وهي تقوم على عدم الرغبة بتأليف حكومة تتولى مجتمعة مهام السلطة التنفيذية، وعدم القيام بالإصلاحات، ورفض مكافحة الفساد، وضرب مصداقية الدولة بعدما ثابروا على قضمها وتحويلها مطيّة لمآربهم، والأخطر من كل ذلك، تجويع اللبنانيين والامعان في افقارهم".
هذا وعادت مصادر قصر بعبدا لتنفي أن يكون البيان الصادر عنها يقصد الرئيس ميقاتي، بل يقصد من يهاجمون رئيس الجمهورية.