ميكانيكي يصلح دراجات العاملين في القطاع الصحي مجاناً

الصفحة الاخيرة 2021/09/05
...

 روبرت بوث
 ترجمة : ليندا أدور                                        
 
بعد مناوبة عمل مرهقة في وحدة العناية المركزة الخاصة بمرضى فيروس كورونا، كان آخر شيء يمكن أن يتوقعه، فلافيو مينديز، لدى مغادرته المشفى الذي يعمل فيه هو العثور على أقفال مكسورة فقط حيث إعتاد صف دراجته. اليوم، وبعد 15 شهرا من حادثة السرقة تلك، يقف مينديز (38 عاما)، ويعمل معاون تمريض في مستشفى بارتس بلندن، ضمن صف طويل للعاملين في القطاع الصحي لاستلام دراجة جديدة مجانا، كجزء من مبادرة يقوم بها الميكانيكي، لورانس محمد، بعد تعرض المئات من العاملين في هذا القطاع بدءا من غلوستر حتى نيوكاسل، الى عمليات سرقة لدراجاتهم، في ما كانوا يكافحون لإنقاذ الأرواح اثناء الموجة الأولى من الجائحة.
بعد تزايد كبير في أعداد العاملين بالقطاع الصحي ممن فضلوا الذهاب بالدراجة الى أماكن عملهم لتجنب الإصابة بالفيروس اثناء استخدامهم لوسائل النقل العام، فكانت دراجاتهم هدفا للصوص، اذ تمكنت الشرطة من إلقاء القبض على 12 شخصا مشتبها به، حينها قام محمد الذي كان والداه من العاملين في مجال الصحة العامة أيضا، بمنح جل وقته لإصلاح الدراجات المعطوبة التي تعثر عليها الشرطة، ويعيدها مجانا لضحايا سرقة الدراجات في القطاع الصحي، وبعد تزايد الطلب عليه، صار محمد يطلب من متاجر وورش أخرى مساعدته في مبادرة الإيثار لتصليح الدراجات من دون مقابل، التي كان رائدا لها وهي جزء من محاولته لبناء ما أسماه «الاقتصاد التشاركي»، وبتمويل جماعي بلغ 25 ألف جنيه استرليني لقطع غيار لإصلاح أكثر من 100 دراجة من التي لم تعثر الشرطة على مالكيها في متجره، اعتاد محمد أن يخبر زبائنه بتكلفة الإصلاحات التي يقوم بها وتركهم يدفعون ما يحلو لهم، ووفقا لتقديراته، فان زبائنه يدفعون 85 الى 90 % من السعر المطلوب. في الطابور الطويل الى جانب مينديز، كان يقف طبيب استشاري مختص بالتخدير وعدد من الأطباء المبتدئين وطبيب أطفال مختص بالأعصاب، تقول اويف رايان، (26 عاما)، مختصة بالموجات فوق الصوتية، والتي سرقت دراجتها من خارج المستشفى، وتبلغ قيمتها 500 جنيه استرليني، ان: «استهداف العاملين في مجال الصحة العامة غير مقبول وغير عادل لأننا نبذل قصارى جهدنا للتصدي للوباء»، بدورها، أشادت آني هانينغير(46 عاما)، مختصة بالتخدير، والتي سرقت دراجتها هي الأخرى، بمبادرة محمد واصفة إياها بـ «المذهلة»، معبرة عن رغبتها بالتبرع لدعم المبادرة.
 
*صحيفة الغارديان البريطانية