انفتاح لبناني غير مسبوق على سوريا منذ 10 سنوات

الرياضة 2021/09/05
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
سباق مع الزمن يخوضه لبنان الرسمي وهو يسعى جاهداً لاحتواء أو لا أقل تحجيم مساحة الآثار الكارثية لإزمة المحروقات وما فرضته من واقع مأساوي في مختلف المناطق اللبنانية، ويجد المعنيون اللبنانيون أنفسهم إزاء موازنة صعبة بين التعاطي مع الباخرة الإيرانية المحملة بالنفط الى لبنان والعمل على تجنب (العقوبات الأميركية).
هذا الأمر كما تردد أوساط “فريق 14 آذار” -والتي أعربت بشكل صريح عن رفضها لاستقبال النفط الإيراني- إنعكس كما تفيد تلك الأوساط على عملية تشكيل حكومة المكلف نجيب ميقاتي، والذي وجد نفسه أمام (أزمة) لا يستطيع تحمل تبعاتها فحكومته الفتية في حال تشكيلها لا تقوى على تحمل (الغضب الأميركي) وما يمكن أن يفرزه من عواقب على لبنان - والكلام للأوساط نفسها-لذا سارع ميقاتي الى التواصل مع حزب الله بخصوص ذلك وتمنى عليهم مراعاة وضع لبنان والحكومة، وأن الأمين العام لحزب الله، كما ذكرت المعلومات، أبدى تفهما للظرف اللبناني المعقد ودقة المهمة التي يضطلع بها ميقاتي، لذا تم التنسيق من قبل الفعاليات المعنية في الحزب للاتصال بالجانب الإيراني وتحويل مسار الباخرة بحيث تكون الوجهة مرفأ بانياس في سوريا، بدلاً من مرفأ بيروت ليتم نقَل مخزون الوقود بعد ذلك إلى مستودعات هيأت لهذا الغرض في منطقة البقاع اللبناني، ثمّ تُنقَل الشحنات عبر الصهاريج إلى بيروت والمناطق اللبنانية الأخرى. 
في خط موازٍ، تحرك لبنان وبشكل لافت على سوريا التي قاطعتها الحكومات اللبنانية السابقة إذ وجدت بيروت نفسها إزاء تحرك لا مناص عنه لدى دمشق لترتيب عملية نقل الغاز المصري الى لبنان عبر سوريا، وأرسل لبنان وفداً وزارياً رفيعاً الى سوريا في أول زيارة لبنانية رسمية منذ 10 سنوات. فقد استقبل وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أمس السبت الوفد الوزاري اللبناني المهم في نقطة جديدة يابوس الحدودية، وأكد المقداد أن سوريا إيجابية في هذا المسعى، وهي ترحّب بأيّ مبادرة ولن تقف عائقا أمام أي اتفاقية تخدم لبنان، وتتمحور المحادثات اللبنانية السورية حول كيفية تسهيل آليات نقل الغاز من مصر والأردن عبر سوريا إلى شمال لبنان.
في السياق أشار الباحث اللبناني سالم زهران رئيس مركز “الارتكاز” الاعلامي الى أن “10 سنوات من زمن الغياب للتنسيق الرسمي بين لبنان وسوريا تخللتها زيارات (فردية) لوزراء ومسؤولين لبنانيين”.
مضيفاً، أن “الزيارة المتأخرة للوفد الوزاري لاجترار الغاز من مصر عبر سوريا، يجب أن تعمم على ملفات حيوية كثيرة فيها مصلحة للبلدين من دون انتظار الضوء الأخضر الأميركي”.