الذائقة السينمائية

الصفحة الاخيرة 2021/09/06
...

كاظم مرشد السلوم
 
من الصعوبة أن تقنع شخصاً ما بسماع أغنية أو موسيقى هابطة بعد أن تعود على سماع الراقي والمميز منها، وهذا ينطبق على معظم تفاصيل الفن الأخرى، والسينما احدها، فبعد انتشار المنصات التي تعرض آخر الأفلام السينمائية المميزة سواء تلك الحاصلة على جوائز الأوسكار او غيرها، هل يمكن لفيلم سينمائي هابط وبسيط أن يرضي ذائقة المشاهد السينمائي؟.
في العراق ومع بدء انشاء دور السينما في بغداد وباقي المحافظات، وفرت مكاتب وشركات استيراد الأفلام السينمائية أفضل الأفلام التاريخية منها او الكلاسيك او الأكشن او أفلام الويسترن وكذلك الأفلام الرومانسية، كل هذا كان قبل بداية الإنتاج السينمائي العراقي الخالص، الذي لم يتحقق إلا في العام 1955 بفيلم {فتنة وحسن} للمخرج حيدر العمري، ورغم نجاح هذا الفيلم تجاريا، كون الجمهور كان متلهفاً لمشاهدة فيلم عراقي ينافس الأفلام التي يشاهدها، وهذا الشيء او هذه الأمنية لم تتحقق، ليس بسبب ضعف معظم هذه الأفلام، ولكن بسبب ذائقة المشاهد التي تبلورت من خلال كم المشاهدة الكبير للأفلام الأجنبية والعربية وخصوصا المصرية منها والتي كانت تقلد السينمات العالمية.
الآن نحن وصناع السينما في سباق مع التطور الهائل في تقنيات الإنتاج السينمائي، والتي وصلت الى مراحل من الصعوبة مجاراتها، وبالتالي يطرح سؤال مهم، ما هو الحل لإرضاء ذائقة المشاهد السينمائية؟. 
اعتقد أن السينما المستقلة كانت المتصدي الحقيقي للإجابة على هذا السؤال، من خلال عديد الأفلام التي تنتجها وفي مختلف البلدان، اذ تستقطب اهتمام الجمهور في أماكن مختلفة، كونها تعتمد الواقعية منهجا لها في معظم الأفلام، وبسبب تعدد الثقافات للجهات المنتجة لهذه الأفلام، فإنها تثير شهية المشاهد المختلف للاطلاع على ثيم هذه الأفلام ومواضيعها التي قد يستغربها في بعض الأحيان، كموضوعة ختان البنات على سبيل المثال، ومع ذلك نأمل بأن نواكب التطورات الكبيرة الحاصلة في الصناعة السينمائية وأن نحاول أن نرضي على الأقل ذائقة المشاهد المحلي من خلال انتاج فيلم شباك تذاكر.
وبالرغم من صعوبة المهمة لكن اعتقد أنه ليس شيئا صعبا لو توفرت الإمكانات المادية والتقنية، للجيل السينمائي الحالي الذي يعمل بجد واضح في سبيل صنع سينما حقيقية تضاهي السينما العالمية ولو بمقدار معين.