اختتام فعاليات مؤتمر القمة الثقافي الخامس في السليمانية

ثقافة 2021/09/07
...

 السليمانية: عذراء جمعة
اختتمت الأحد فعاليات مؤتمر القمة الثقافي بدورته الخامسة في محافظة السليمانية، بمشاركة وزارة الثقافة والسياحة والاثار في الحكومة المركزية والتي حملت اسم الكاتب العربي الدكتور عبد الحسين شعبان في جلسته الثانية والتي عقدت تحت شعار «معا نحو حركة تنويرية ثقافية معاصرة» واستمر ليومين بالتعاون مع مركز كلاويز الثقافي.
وقال وكيل وزارة الثقافة والاثار والسياحة عماد جاسم في كلمته اثناء افتتاح المؤتمر يسعدني ان امثل وزارة الثقافة العراقية وانا فخور وسعيد بهذا الانجاز المهم في مدينة الابداع والجمال مدينة السليمانية التي تفخر بناسها وتزدهر بهذا النشاط، شاكرا كوكبة من المثقفين من العراق وخارجه للحضور المتميز والمساهمة في
المؤتمر. 
منوها الى اننا في وزارة الثقافة حريصون على مد جسور التعاون مع المنظمات المجتمعية التي نسعى من خلالها ان نقدم الصوت التنويري العراقي المدني، ونؤكد ان ثمة خطوات جادة وحقيقية في وزارتنا وهي وزارة الجميع وان يكون المنجز الثقافي لا يقتصر على المؤسسات الحكومية وجدران وزارة الثقافة بل ان اي منجز هو للثقافة العراقية. 
لافتا الى اهمية العقول التي توضح الصورة التي نتمنى ان تصل الى كل ان العراق هو الجمال والتمدن وليس الحروب والدخان، هذا العراق الموسيقى والابداع والكلمة الاولى والشعر الحر والذي يزخر بكوكبة من الاسماء لا يمكن ان نغفل عنها، مشيرا الى ان ثمة كبوات حدثت في مؤسساتنا الثقافية لكننا الان نرمم بيتنا الثقافي بشكل موضوعي، فضلا عن سعينا في القفز قفزات رائعة والنظر بموضوعية، لا نريد فقط ان تقولوا ان العراق لا يمكن ان يقدم ثقافته التنويرية من دون ان يجسر العلاقة ما بين مؤسسات الثقافة والمنظمات والمثقفين، مؤكدا ان هذا الكنز من التنوع يغنيننا في كل الحقول والأديان والقوميات ويمنحنا ثقة عالية بأن بلدنا متميز، مضيفا نحن نحث الخطى على تنظيم مهرجان بابل الدولي ومهرجان المربد الشعري، والمشاركة في معرضي دبي للاقتصاد والفنون والكتاب في الرياض، علاوة عن محاولتنا اعادة الثقة في عملنا الدؤوب مع الفنانين العراقيين والمبدعين الكبار الذين يسعون لتقديم الصورة الاجمل، وان الثقافة العراقية تزدهر بجهودهم وكل نشاط هو انجاز للثقافة
العراقية.
 
بناء الحضارة الإنسانيَّة
 وبيّنت رئيسة مركز كلاويز الثقافي الدكتورة ابتسام اسماعيل قادر في كلمتها الافتتاحية للمؤتمر انه يهدف الى الشراكة والتفاعل البناء بين الثقافتين الكردية والعربية الزاخرتين بالتجارب التي كانت لها اسهاماتها في بناء الحضارة الانسانية على مدى العصور والازمان سعيا منها لتحقيق المزيد من التقدم والاستقرار، مشيرة الى اننا من هذا المنطلق يسعدنا استضافة الادباء والكتاب والعلماء والسادة الباحثين والمشاركين وسط اركان الثقافة والعلم والقلوب التي تنبض بالحب والسلام، شاكرة كل من أسهم وساعد على نجاح المؤتمر.
 
المثقف الكوني والخاص
وقال الباحث الدكتور عبد الحسين شعبان في تصريح خاص لـ «الصباح»: إن اقامة هذا المؤتمر هو محاولة لاحياء دور المثقف واستعادة قيم الثقافة والسلام والتسامح وقبول الاخر واحترام التنوع والاقرار
بالتعددية. 
منوها الى ان المشاركات فيه متنوعة، اذ البعض منها تتحدث عن دور المثقف النقدية ومسؤوليته ووظيفته وأفقه، وما هو الفرق بين المثقف العضوي والمثقف العابر لقيم مجتمعية؟، وما الفرق بين المثقف الكوني والمثقف الخاص الذي ينغلق على واقع ليس له افق تقدمي؟، مشيرا الى ان كل هذه المحاور ستتم مناقشتها، فضلا عن اتخاذه منحى اخر عن الوجه الثقافي للحوار العربي الكردي لمناسبة مرور ثلاثين عاما على اول حوارعربي – كردي، والذي اطلقنا عليه فرصة لتبادل وجهات النظر لتلمس سبل جديدة ووسائل وقيم جديدة   تعضد من دور مجتمعاتنا واللحمة الوطنية، فضلا عن دور المثقف في مناقشة المشكلات التي يعيشها المجتمع وايجاد الحلول المناسبة لها، مؤكدا ان الثقافة والمثقف مأزومان ولا يمكن له ان لا يعيش في ازمة في ظل مجتمع متأزوم وحالة من التردي خاصة في الانقسامات الاثنية والطائفية  من دون ايجاد ارضية سليمة وتربة خصبة لتقبل الرأي والرأي الاخر والاقرار بالتعددية وقبول التنوع. موضحا ولا يمكن للمثقف الا ان يكون جزءا مساهما في حركة المجتمع، ولهذا اطلق عليه المثقف العابر للطوائف الذي يطمح لنشر قيم الخير والمحبة والتسامح والسلام والابتعاد عن التعصب
والكراهية. 
 
بالثقافة نحيا ونتغير
واوضح رئيس الجمعية النفسية العراقية الدكتورقاسم حسين صالح في تصريح خاص لـ«الصباح» ان الرسالة التي يبعثها هذا المؤتمر هي ان الثقافة تصنع التغيير وان جميع العراقيين الان في السلطة او غير السلطة يهدفون الى ذلك، لافتا الى ان واحدة من التوصيات التي نثبتها فيه هي اطلاق سراح المختطفين والمغييبين من المثقفين وان تعطى الحرية لهم وفق قانون الامم المتحدة لعام 1984 الذي يكفل حرية الرأي للمثقفين وغيرهم، رافعا شعار «بالثقافة نحيا وبالثقافة نتغير». 
وتميز المؤتمر بحضور واسع ومتميز من الشخصيات الثقافية والسياسية والاكاديمية والاجتماعية الذي ترعاه 21 منظمة وجامعة ومؤسسة ثقافية من العراق ،المغرب ،استراليا ،هولندا والسويد، وتمت مناقشة عدد من البحوث تناولت مجالات مختلفة تخص الثقافة والهوية الوطنية وجفاف المياه والموسيقى، فضلا عن تكريم عدد من الشخصيات المتميزة بجائزة «العنقاء الذهبية الدولية» و«قلادة المثقف» لعدد من المبدعين بمجالات
مختلفة.