يعد رأس المال البشري احد اهم رؤوس الاموال لاي دولة من الدول، بفعل الانجازات التي يحققها، والتي يمكن عن طريقها تطوير الاقتصاد والزراعة والصناعة والتجارة وقطاعات الحياة كافة، وتغيير الواقع المعاش الى الافضل وبما يحقق التقدم للمجتمع ويضمن له التطور المستدام.
ففي الجانب الاقتصادي مما لا شك فيه ان الاهتمام بتطوير الجوانب التعليمية لرأس المال البشري في المجتمع وصقل مهاراته وتعزيز خبراته في الاختصاصات المختلفة في مجالات الاعمال التي تسهم في تنمية وادامة الجهود الاقتصادية في البلد هو عامل حاسم في تطوير وازدهار الاقتصاد.
وتهتم التنمية البشرية بالعمل على تطوير المستويات التعليمية لأفراد المجتمع وبما يجعلها تضاهي التطورات التكنولوجية والعلمية السائدة في الزمن الراهن، كما إنها تهتم بكل ما من شأنه توفير حياة كريمة لهم عن طريق تحسين الظروف الحياتية والمعيشية والصحية والبيئية.
كما ان الاهتمام بالجوانب التعليمية لرأس المال البشري كفيلة بتحفيزه على التطوير والابتكار، الذي يؤثر ايجاباً في العملية الإنتاجية ويسهم في ظهور منتجات جديدة بفعل العامل البشري الكفوء والمبدع، فضلاً عن ان تطوير رأس المال البشري يسهم في تخفيض معدلات البطالة الى نسب متدنية بفعل تأهيل الايدي العاملة المتعلمة والماهرة والمبتكرة وقدرتها على العمل في الأسواق الإنتاجية المتنوعة الحديثة، والتي تقوم على التطور التكنولوجي المتسارع والابتكار، الذي يمكن من ادامة الإنتاج الحالي ورفده بمنتوجات جديدة قادرة على التنافس في الأسواق وتحقيق مكاسب اقتصادية ومالية متزايدة.
فالعمالة الماهرة المتعلمة التي تمتاز بمواكبة التطورات التكنولوجية والعلمية الحديثة والقادرة على الابداع في المجالات الإنتاجية المتزايدة التطور، بفعل تسارع وتيرة التغيرات التي احدثتها التكنولوجيا الرقمية، والتي تركت تأثيراتها في مختلف الصناعات في الاقتصاديات الرقمية الحديثة، فهي التي تستطيع من رفع المعدل الإنتاجي للقطاعات الاقتصادية وبما يحقق الكثافة الإنتاجية والنوعية المتميزة مما يضفي على الاقتصاد الوطني صفات الوفرة الإنتاجية والتميز النوعي ومواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة.
ومن البدهي ان رفع المستويات الإنتاجية لرأس المال البشري سوف يسهم في زيادة الدخل المالي لها، الامر الذي ينعكس على الثروة الوطنية بشكل عام ويساعد على توزيعها بشكل أكثر عدالة وبما يسهم في القليل من التفاوت الطبقي والحد من الفقر وهو ما تهدف اليه التنمية البشرية في المجتمع.
الأمر الذي يوجب على الجهات المختصة في بلدنا ان تولي مجال التنمية البشرية الاهتمام الأكبر، وذلك لما لها من دور في تطوير الاقتصاد الوطني وزيادة الإنتاجية وتحقيق الموارد المالية المتزايدة والتي تحقق الازدهار الاقتصادي.