الالتزام بتتبع منشأ الفيروس على أساس علمي وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة الجائحة

قضايا عربية ودولية 2021/09/08
...

جيان فانغنينغ
تركت جائحة فيروس كورونا المستجد تداعيات هائلة على دول العالم كافة. ويشهد الوقت الراهن تحورا مستمرا للفيروس وتصاعدا متكررا للجائحة، فيتطلع المجتمع الدولي إلى تعزيز التعاون لمكافحة الجائحة، وإجراء تتبع منشأ الفيروس على أساس علمي، بما يمكن العالم من هزيمة الجائحة في يوم مبكر.
منذ تفشي الجائحة، يلتزم الجانب الصيني بمفهوم مجتمع تتوفر فيه الصحة للجميع، ويتمسك بمبادئ الانفتاح والشفافية والمسؤولية، فشارك في اللحظة الأولى التسلسل الجيني للفيروس وخبرات الوقاية والسيطرة على الجائحة، وأجرى التعاون مع العالم في مكافحتها. كما يولي الجانب الصيني اهتماما بالغا لعمل تتبع منشأ الفيروس، فكان سبّاقا في إجراء التعاون مع منظمة الصحة العالمية حول تتبع المنشأ في العالم، إذ دعا مرتين خبراء المنظمة إلى زيارة الصين وإجراء البحوث حول تتبع المنشأ فيها. خلال عملهم في الصين، زاروا كل ما أرادوا زيارته، والتقوا بكل من أرادوا لقاءه، وقرأوا كل ما أرادوا قراءته.
في اذار / مارس هذا العام، توصل تقرير البحث المشترك بين الصين ومنظمة الصحة العالمية الصادر عن المنظمة إلى استنتاج واضح مفاده استبعاد إمكانية تسرب الفيروس من معهد ووهان لدراسة الفيروسات، وتقدم بتوصيات مهمة بما فيها البحث عن أوائل المصابين في العالم كله. جاء هذا التقرير وفق الإجراءات المعتمدة لمنظمة الصحة العالمية والأساليب العلمية، وقد ثبت أنه تقرير قيم وموثوق به يقدر على الصمود أمام محك العلم والتاريخ، فيجب أن يكون أساسا ودليلا لعمل تتبع المنشأ في العالم.
يعد تتبع منشأ فيروس كورونا المستجد مهمة علمية يجب إنجازها من قبل العلماء دون غيرهم. ولكن المخابرات الأمريكية اختلقت مؤخرا تقرير تحقيق مزعوم عن منشأ الفيروس متغاضية عن الاستنتاجات والتوصيات العلمية التي توصل إليها تقرير البحث المشترك بين الصين ومنظمة الصحة العالمية، فهو تقرير سياسي مزيف من ألفه إلى يائه عارٍ عن الصحة والمصداقية. يدعم الجانب الصيني دائما تتبع منشأ الفيروس وسيواصل المشاركة النشطة فيه، وما نعارضه هو تتبع المنشأ على أساس سياسي، والتتبع الذي يخالف قرارات جمعية الصحة العالمية واستنتاجات وتوصيات تقرير البحث المشترك بين الصين ومنظمة الصحة العالمية. حتى اليوم، هنالك أكثر من 80 دولة أعربت عن رفضها لتسييس مسألة تتبع المنشأ ودعوتها إلى الحفاظ على تقرير البحث المشترك بين الصين والمنظمة عن طريق بعث الرسالة إلى مدير عام منظمة الصحة العالمية أوإصدار التصريحات. كما رفعت ما يزيد على 300 حزب سياسي ومنظمة اجتماعية ومؤسسة فكرية من أكثر من 100 دولة وإقليم بيانا مشتركا إلى الأمانة العامة لمنظمة الصحة العالمية تدعو فيه المنظمة إلى إجراء بحوث موضوعية وعادلة حول تتبع منشأ الفيروس، وتعارض تسييسها. وكل ذلك تجسيد للأصوات العادلة من غالبية المجتمع الدولي.
إن موقف الصين من تتبع منشأ الفيروس ثابت وواضح. يعد تتبع منشأ فيروس كورونا المستجد مسألة علمية، فلا يحق لأي دولة أن تستهين بالأرواح أو تسيّس المسائل العلمية أو تهاجم الدول الأخرى وتسيء لسمعتها من أجل تحقيق مصالحها السياسية الخاصة. لقد توصل تقرير البحث المشترك بين الصين ومنظمة الصحة العالمية إلى استنتاجات وتوصيات يعترف بها المجتمع الدولي والأوساط العلمية، فلا بد من احترامه وتطبيقه من قبل جميع الأطراف بما فيها منظمة الصحة العالمية.
الصين والعراق صديقان حميمان وشريكان عزيزان. في وجه الجائحة، يتآزر ويتعاضد الشعبان للتغلب على الصعوبات الحالية، ويجسدان بالتعاون والتضامن بينهما مفهوم مجتمع تتوفر فيه الصحة للجميع. بعد تفشي الجائحة داخل العراق، كانت الصين سباقة في إرسال فريق الخبراء للعراق، وسباقة في تقديم كمية كبيرة من المستلزمات والمعدات الطبية للعراق، وسباقة في توفير مساعدة اللقاح للعراق التي يبلغ مقدارها 750 ألف جرعة على 3 دفعات. كما وصلت بغداد مؤخرا أجهزة توليد الأكسجين وأجهزة التنفس الاصطناعي وكمامات N95 التي توفرها وزارة الخارجية الصينية لنظيرتها العراقية.
ستدعم الصين باعتبارها صديقا مخلصا للعراق الجهود العراقية لمكافحة الجائحة بكل ثبات، وتوفر له الدعم والمساعدة قدر وسعها. وتحرص الصين على التضامن مع الدول الصديقة بما فيها العراق لمكافحة الجائحة ومقاومة التيار المضادالناشئ عن تسييس مسألة تتبع منشأ الفيروس، بما يسهم في كسب النصر النهائي ضد الجائحة.
 
القائم بأعمال سفارة جمهورية الصين الشعبية
لدى العراق