صادق كاظم
تجري حاليا في الباغوز وهي قرية صغيرة تقع عند الحدود العراقية السورية واحدة من اخطر واهم المعارك التي ستحسم وجود عناصر داعش في المنطقة, حيث يتحصن اخر المسلحين الخطرين من عناصر التنظيم في مساحة تبلغ كيلومترا مربعا واحدا متخذين من الاف العوائل دروعا بشرية يحتمون بها . المعارك التي يقودها التحالف الدولي بقيادة واشنطن وتنفذها على الارض قوات سوريا الديمقراطية تمثل بداية النهاية الحتمية لوجود تنظيم داعش الارهابي المسلح على اخر بقعة في سوريا والذي يمثل ايضا تهديدا استراتيجيا للاراضي العراقية خصوصا في المناطق الغربية في العراق, حيث تقيم الحكومة العراقية ترتيبات دفاعية امنية ووقائية من اجل منع هروب عناصر داعش الى الاراضي العراقية وهو ما جعل تلك العناصر في مأزق خطير انعكس في حالات الاستسلام التي قام بها المئات من تلك العناصر للتحالف الغربي والقسم الاخر قرر البقاء حتى الموت في المنطقة . المؤسف ان التحالف الدولي لم يسمح للقوات العراقية بالمشاركة في العمليات واحكام الحصار على المنطقة التي تتواجد فيها بقايا التنظيم الاجرامي رغم ان العراق معني بكتابة السطور النهائية لوجود التنظيم في كلا من العراق وسوريا . اهمية هذه المعركة تكمن في انها تضم العناصر القيادية المهمة للتنظيم الاجرامي التي تمكنت من الهرب من العراق ولجأت الى تلك المنطقة الحدودية الواسعة ظنا منها بانها ستتمكن من اعادة تنظيم صفوفها وشن هجمات مضادة منها سواء داخل العراق او سوريا وبالتالي فان تجمع تلك العناصر يمثل صيدا ثمينا ومهما لاجهزة الاستخبارات المختلفة للاطلاع على كنز المعلومات المهم الذي تملكه تلك العناصر عن عدد وحجم الخلايا النائمة الموزعة في تلك المناطق في العالم او في العراق وسوريا وغيرها .
حسم المعركة في الباغوز يمثل مسألة وقت لا اكثر, خصوصا وانها باتت مطوقة من جميع الجهات وبالتالي فان القضاء عليها امر محسوم ونهائي وما يهم في تلك المعركة هو القضاء النهائي عليها وازالة ما تبقى منها من المعقل الاخير الذي تتواجد فيه .
معركة الباغوز تحمل اهمية استراتيجية واستخبارية مهمة وفريدة باعتبار انها تمثل الوكر الاخير الذي يلوذ فيه زعماء التنظيم وعناصره القيادية الخطيرة والمهمة وهي تمنح الفرصة للاجهاز عليها او القاء القبض عليها, فضلا عن انها تشكل ضربة موجعة وقاضية ومعنوية لهذا التنظيم الارهابي الاجرامي الذي طالما افتخر بارتكاب جرائمه البشعة وتباهى بها ومعظم العناصر القيادية الموجودة في الباغوز حاليا قد كانت موجودة في العراق قبل ان تهرب منه بعد هزائمها في معارك تحرير الفلوجة والرمادي وتكريت والموصل وجرف النصر .
قوات التحالف الدولي الموجودة في سوريا قامت مؤخرا بتسليم العراق اكثر من 150 عنصرا من تلك القيادات تمهيدا لمحاكمتهم لاحقا داخل العراق بعد ان تجري الاجهزة الاستخبارية التحقيقات معهم للحصول على المعلومات منهم ومن ثم احالتهم الى القضاء للحكم عليهم ,لكن هناك مشكلة معقدة مهمة اخرى تتمثل في احتمال عودة الالاف من عوائل داعش المحاصرين داخل سوريا الى داخل العراق من جديد وهذه العوائل الملطخة ايديها بدماء المواطنين العراقيين يمثل وجودها في العراق تحديا امنيا خطيرا فليس هناك ضمانات من ان يتحول هؤلاء الى خلايا نائمة لعناصر التنظيم من الممكن ان تشارك في اية عمليات محتملة ولذلك فان معالجة هذه المشكلة تحتاج الى قرار سيادي يحسم وجودها في العراق من جديد .
هناك اجماع اوروبي وغربي بان عودة عناصر التنظيم وعائلاتهم ممن يحملون الجنسيات الاوروبية قد اصبحت ممنوعة وان قرارات اتخذت بسحب الجنسية الاوروبية وحرمانهم من كافة حقوق المواطنة التي كانوا يتمتعون بها قبل التحاقهم بصفوف داعش وان هناك رأيا اوروبيا ينص على فتح معسكرات اعتقال داخل الاراضي السورية يديرها التحالف الغربي لابقاء تلك العناصر محتجزة فيه تحت رقابة التحالف بدلا من اعادتهم الى اوروبا من جديد.