خلاياهم نائمة وقواتنا يقظة

آراء 2019/02/27
...

وليد خالد الزيدي 
 
 
 
تعبير الخلايا النائمة تعبير مجازي يطلقه عدد من السياسيين في معظم أحاديثهم عن انزواء بعض مجاميع الإرهاب في أماكن غير معلومة وعن أساليبهم الدنيئة بهدف إيجاد ثغرات أمنية لتحقيق ما يمكن تحقيقه من غايات إجرامية ومساع تكفيرية ظالمة,وهو من ناحية نظرية قد يكون صحيحا في بعض جوانبه لأن تلك الخلايا في حقيقة أمرها غير متحركة,وليست معلومة المكان والعدة والعدد وعناصرها تتداخل أحيانا مع سكان أية منطقة يلجؤون لها,وفي أحيان أخرى يجمعون شتاتهم في مواقع غير منظورة كالمرتفعات والغابات والبساتين ومناطق مأهولة في بعض المساحات المفتوحة حيث تشكل مرتعا لإيوائهم,غير أن هذا الكلام المجازي لا يلقي رواجا عند العسكريين من أبطال قواتنا الأمنية المتأهبة للقتال على الدوام,لاسيما ان مقاتلينا من قادة وآمرين وضباط وجنود أصبحوا خبراء في نوايا داعش الخبيثة بعد صفحات من القتال مع عناصره وقبلهم من مجاميع الإرهاب على مدى السنوات الماضية,وبعد منازلات عدة من الصراع الشرس معها.
مقاتلو جيوش العالم لهم خاصية مهنية واحدة هي الدفاع عن الوطن وامن مواطنيه ما يستلزم منهم أن يبقوا متيقظين ومستعدين بشكل متواصل لتنفيذ أية مهمة موكلة إليهم(دفاعا وهجوما) وفي العرف العسكري الميداني إن أية قطعة مهاجمة تخسر أكثر من القوة المدافعة,لهذا نرى فداحة الخسائر التي يمنى بها الدواعش عند كل محاولة لمباغتة مواقع قواتنا,لاسيما حينما يكون مقاتلونا مستعدين على الدوام لصد محاولاتهم البائسة,هذا من ناحية,ومن ناحية أخرى يدرك قادتنا وجنودنا في ميادين القتال أن استمكان العدو(تحديد موقعه) ومعرفة قوته كعدد أفراده وعدة قتاله يمكن أن يحقق أكثر من50% من نسبة النصر والانقضاض عليه بأدنى جهد واقل تضحية حينما يتم استهدافه ومباغتته في هجوم سريع خاطف,الأمر لذي يعيه مقاتلو قواتنا الأمنية ويتعاملون معه بنفس طويل وروح متأهبة,وكأن الحرب لا تزال تدور رحاها والعدو في بحث دائم عن مناطق رخوة يسعى لان يجعل منها مثابات للعدوان المتكرر,تماما كما يحدث في مناطق عدة حيث خلايا الإرهاب تتحين الفرص للقيام بهجمات غادرة تجاه المدنيين وأفراد قواتنا البطلة,فعلى سبيل المثال متابعة الدوريات المشتركة للحشد الشعبي البطل وجيشنا الباسل عمليات ملاحقة فلول التكفير شرقي قضاء طوز خورماتو قبل فترة لتامين طريق(بغداد ـ كركوك)بالتزامن مع إلقاء قوة من مكافحة إجرام شرطة نينوى القبض على عشرات العناصر الإرهابية وبجهد استخباراتي دقيق أكد وجود شبكة مكونة من أفراد أرادوا التوافد على عوائل عناصر التنظيم الإرهابي في الموصل.