اعداد: اسرة ومجتمع
يشعر الطفل بأنه بحاجة لكي ينعزل عن العالم في ظل وجود الخلافات الأسرية بين الوالدين، ويكون متألماً بسبب حالة عدم التفاهم بين أبويه، ويقرر أن ينسحب من الحياة العامة، ويغلق بابه عليه، وفي حال كان يجلس مع باقي أفراد الأسرة فهو يبدو كأنه في مكان آخر، ولا ينفعل ولا يشارك، ويلتزم الصمت في معظم الأحيان، وعلى الأم أن تحوي طفلها وتقربه منها كما عليها، ألا تتحدث عن مشكلاتها مع الأب معه، وتتركه لكي يعيش طفولته، فوجود الطفل خاصة في سن المراهقة في بيئة تشتعل بها الخلافات الأسرية تولد مشاعر الحزن والاكتئاب عند المراهق وقلة الثقة بالنفس وبالأسرة، كما أنها تعطيه صورة مغلوطة عن أسس تكوين الأسرة؛ ما يؤثر بطريقة سلبية في حياته الزوجية في المستقبل، ولذلك يجب على الوالدين عزل الأبناء خاصة
في فترة المراهقة عن المشكلات وحلها بعيداً عنهم.
كما يميل الطفل الذي يعيش في بيئة مفككة وتكثر فيها الخلافات الأسرية إلى العنف والعصبية، وقد تلاحظ الأم نوبات من الغضب الشديد تحدث لديه، وهناك بعض التصرفات التي يقوم بها مثل ضرب الأطفال الآخرين، وتدمير الممتلكات والتخريب في البيت، وكل ذلك بسبب ما يمر به من ضغط نفسي للخلافات الأسرية التي يجب أن يبتعد عنها، وربما كان على الأب أن
يحب الأم ويعاملها بمودة ورحمة من أجل الأبناء الذين ينعكس عليهم أي تصرف يحدث بين الوالدين، خاصة في سن الطفولة والمراهقة.