فانتازيا حماية العنبر

اقتصادية 2019/02/27
...

د. باسم الإبراهيمي
 

الملكية الفكرية هي نتاج فكر الانسان من ابداعات مثل الاختراعات والنماذج الصناعية والعلامات التجارية والكتب والاغاني والرموز والاسماء، ومنذ عام 2000 يحتفل العالم في السادس والعشرين من نيسان من كل عام باليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية، كما تصدر المنظمة العالمية لحقوق الملكية الفكرية WIPO تقريراً سنوياً حول تطورات الموضوع، يغطي ايداع البراءات وتسجيلها وصيانتها ونماذج المنفعة والعلامات التجارية والتصاميم الصناعية والكائنات الدقيقة وحماية الاصناف النباتية والمؤشرات
 الجغرافية.
وهنا أود الاشارة الى المؤشر الجغرافي الذي يعد أحد مؤشرات الملكية الفكرية والذي يشير الى السلع التي لها منشأ جغرافي معين وسمات او خصائص تنسب أساساً الى ذلك المنشأ، نتيجة المناخ والتربة، اذ يستخدم المؤشر الجغرافي عادة للمنتجات الزراعية والغذائية والمشروبات الكحولية والحرف اليدوية والمنتجات الصناعية، وتقوم الدول عادة بحماية منتجاتها التي تحمل ميزة خاصة نتيجة الموقع الجغرافي والأمثلة كثيرة في هذا الجانب كالصين التي تحمي خوخ بينغو الذي ينتج شمال العاصمة بكين في منطقة بينغو التي تعد أكبر مزرعة لانتاج الخوخ في العالم ويعمل فيها اكثر من مئة وخمسين ألف
 شخص.
وكذلك ايطاليا التي تحمي جبنة البارميزان الايطالية التي تسمى ملكة الاجبان حيث يعود تأريخها الى الف سنة من الآن، واليابان التي تحمي لحوم الأبقار في منطقة كوبي لما تتميز به من مذاق خاص وتعد من اشهر انواع اللحوم في العالم وغيرها من
 الأمثلة.
في هذا الصدد اود الاشارة الى أهمية قيام العراق بحماية المنتجات المحلية التي لها ميزة جغرافية عالمياً واعتقد أن رز العنبر في منطقة المشخاب واحد منها، الا ان الموضوع يحتاج الى بحث في تفرد هذا المنتج وهل يوجد له مثيل من حيث النوع والطعم عالمياً
 أم لا.
وهذا يتطلب جهداً من الوزارة ليتم بعدها في حال التأكد من تفرده نتيجة العوامل الجغرافية ان يصار لحمايته على وفق المؤشر الجغرافي ضمن حقوق الملكية الفكرية، ولكن بالتأكيد ان حماية العنبر في اطار المؤشر الجغرافي يجب ان يسبقها دعم لهذا المنتج وللفلاحين الذين يزرعونه، لاسيما ان انتاجه بدأ يقل في السنوات الاخيرة لأسباب كثيرة، وان لم يحصل ذلك فان الحديث عن الحماية الفكرية للعنبر يصبح شيئاً من
 الفانتازيا.