حسب الله يحيى
الادخار: تنظيم اقتصادي على مستوى الفرد والجماعة والدولة كذلك، انه اسلوب حياة في بناء اقتصاد منظم وفاعل ومؤثر في الازمات والملمات.
واذا كان البعض يعد الادخار تقتيرا وبخلا؛ فان الاسراف بالمقابل يعد عجالة وفوضى في استخدام المتوفر من المال والحاجات.
والحديث عن الادخار يقودنا الى طبيعة ادخار الافراد لاموالهم وعزوف الكثيرين عن الادخار في المصارف، بينما كنا ونحن نعيش شبابنا، ندخر نقودنا المتواضعة في دائرة البريد!.
اما الآن فان البعض يحتار في ادخار الفائض من مصروفه او راتبه او من محصوله اليومي، فما يزيد من المال عنده يعد (تحويشة العمر) ويحتار في مكان غير منظور للاحتفاظ به في بيته وهو في الغالب عرضة للسرقة او النسيان في احسن الاحوال.
هذه المدخرات الفائضة على قلتها وتواضع مبالغها يمكن أن تكون ثروة مستقبلية تفيد صاحبها عند الحاجة مثلما تنعش اقتصاد البلاد.
وكان من الافضل أن تكون هناك اجراءات منظمة وسريعة في اعتماد الادخار في المصارف، الا ان عزوف الناس على الادخار في المصارف لحفظ الاموال جعلها معدومة تماما، فقلما نجد احداً يدخر امواله في المصارف وذلك لعدم الثقة بينه وبينها، وفي اهم مفاصل انعدام الثقة هذه مواجهة الكثير من العقبات عندما يريد المرء توديع الفائض من مدخولاته، خشية أن يواجه جملة من الصعوبات والاجراءات الادارية والروتينية المملة في استرداد امواله.
ومن السهل على موظف المصرف أن يقول للمودع أن المصرف لا توجد لديه اموال في الوقت الحاضر او على المودع الانتظار لساعات طويلة او تأجيل صرف الاموال له لعدة ايام، الامر الذي يجعل المرء لا يفكر بالدخول في هذا الجدل العقيم ولا مواجهة العقبات في استعادة ماله الحلال الى جانب غياب الفوائد عنها على الرغم من ضآلتها.
احترام المودع والتعامل معه بود واحترام وصرف الفوائد له عن ماله والدفع له عند الحاجة، امور ليست صعبة واعادة الثقة ليست معقدة ولا مستحيلة، المهم أن نتجه الى منظور
آخر للتعامل مع اموال الناس والحفاظ عليها وتأمينها لاصحابها.