الإعلام في مدرسة عاشوراء

منصة 2021/09/13
...

  أسماء المحمداوي 
 
أقام اتحاد الصحفيين العراقيين فرع النجف الأشرف، أمسية عاشوراء على قاعة زنوبيا تحت عنوان (الإعلام في مدرسة عاشوراء) حضرها الدكتور حمودي العيساوي رئيس الاتحاد وعددٌ من الشخصيات النجفية وشيوخ عشائر وأعضاء الهيئة الإداريَّة للاتحاد ورؤساء وأعضاء اللجان.
افتتحها الدكتور عباس الميالي بتلاوة آيات من الذكر الحكيم وبعدها قام بتقديم الشيخ العلامة والمفكر الإسلامي الدكتور عادل الأنصاري المستشار العام لاتحاد الصحفيين المقر العام ليبدأ محاضرته المميزة والتي تناول فيها دور الإعلام البارز الذي مثلته كبيرة البيت الهاشمي العقيلة زينب (عليها السلام) 
وكيف كان لها الدور الكبير في نقل وقائع الطف وما جرى على آل البيت عليهم السلام من قتل وظلم.
وأشار الأنصاري الى أنَّ المرأة لا تختلف عن الرجل ولها دورها الكبير في جميع نواحي الحياة.. فالله سبحانه وتعالى أشار بقوله (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)، وبهذه الآية المباركة غاب الجنس واللون والقوميَّة وتحت هذه العناوين إذا أردنا تجديد الخطاب الديني علينا أنْ نقول إنَّ الدين قائم على قدمين فلا يمكن للأعرج أنْ يصلَ الى مراده وهاتان القدمان هما العبادة الشعائريَّة والعبادة التعامليَّة، الأخلاق والإنسانيَّة.. وحينما ندعو الى تجديد الخطاب الديني لا ندعو الى تجديد الدين.. فالبعض لا يفرق بين الأمرين، الدين ثابت وقيمه ثابتة وتجديد الخطاب الديني قائمٌ على مبدأ مهم ألا وهو القرآن الكريم (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) لنقف على هذه الآية فيها الله سبحانه وتعالى يخاطب النبي ويخاطبنا وكذلك يخاطب الملحدين والماركسيين والوهابيين وقال ادع الى 
سبيل ربك وهذه هي الديمقراطية الالهيَّة، يعني إذا كنت ماركسياً فادع الى ربك ماركس وكما تعلمون أنَّ الرب غير الاله لأنَّ الأرباب كثيرون والاله واحد لكنَّ هناك ضابطة بالموعظة بدون قتل بدون تكفير وبدون إجبار واترك الخيار للناس أنْ يقتنعوا أو لا يقتنعوا.
وأيضاً يخاطبنا نحن قال ادع الى سبيل ربك ووضع ذلك في ثلاث مراتب فقال بالحكمة يعني بالدليل العلمي وبعدها قال بالموعظة الحسنة 
وحددها لأنه سبحانه وتعالى لا يقبل بالموعظة السيئة لأنها لا تكون موعظة إلا إذا كانت حسنة وما على الرسول إلا البلاغ المبين.. وهناك نقطة مهمة وجادلهم بالتي هي أحسن والجدال ينقسم الى ثلاثة أنواع الجدال السيئ والجدال الحسن والجدال الأحسن والله سبحانه وتعالى يدعونا للجدال 
الأحسن.
وقال (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) هذا وفي نهاية محاضرته القيمة لخص الدكتور الأنصاري تحديد الخطاب بقوله «إذاً تحديد الخطاب الديني قائمٌ على الدعوة الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي 
أحسن).
وكان الجزء الثاني من المحاضرة كلمة لشيخ عشيرة الجبور موضحاً الأحداث العاشورائيَّة الأليمة وما جرى على آل البيت من قتل وجور ماراً بسيرة الإمام الحسين (عليه السلام) مستشهداً بأقواله المأثورة.