تحيا الحياة

ثقافة 2021/09/13
...

صدر حديثاً، الترجمة العربية لكتاب «تحيا الحياة» تأليف پينو كاكوتشي، وترجمة معاوية عبد المجيد. وفي مقدمته للكتاب يقول مؤلفه پينو كاكوتشي: الكتابة عن فريدا تشمل ثلاثيّا من النساء كن بطلات مدينة المكسيك في تلك الحقبة ذات الكثافة الإبداعية الفريدة من نوعها والمتمثلة بما بعد الثورة: تينا مودوتي وناوي أولين عرفتا وصادقتا فريدا، مع أن عقبات الأهواء السياسية والخيارات الفردية فرقت بينهن، لكن ذاكرة تلك الأعوام المضطربة ما زالت تربط بينهن في مخيلتي.
 تتراءى لي تينا وفريدا وهما تتعارفان في ساحة خلال إحدى المظاهرات، الأولى أنضج ولديها مثاليات أقوى ستجرفها إلى إقصاء موهبتها الفنيّة، والثانية التي أعشتها الهالة الثورية التي تكلل صديقتها، اعتمدتها قدوة تتبع -لكنها لن تتبعها، لأن أكلة لحوم البشر سيلتهمون طوباويات كل منهما- وفي أثناء ذلك أجد الثالثة ناوي منيعةً عن الأوهام السياسية ومستعدة لتسليم أمرها لأوهامها الخاصة.
تدخل إلى بيت تينا وترى المرأتين بعينيها ذات اللمعان النادر والألوان المتقلبة، بينما تشعر فريدا بنفسها صغيرة ومتألمة ومرتبكة أمام جمالها المبهر.. ثم يبين المصير والموهبة والفطرة أن فريدا تختزن قوة ذات إرادة سامية، ستجعلها نجمة لا تأفل، من دون أن تطغى قوّتها على عنفوان المرأتين. مختلفات في كل شيء، لكن روح المكسيك الموحدة تجمعهن في خلال فترة شبابهنّ الأبديّة، لاسيّما أنّهن كُنَّ يتشاركن الحساسية والآلام والأحلام والخيبات والمحبّات والأحقاد.
ولد الكاتب پينو كاكوتشي عام 1955 ودرس الأدب والفلسفة في جامعة بولونيا. تخصّص في ترجمة الأدب الإسباني وأدب أميركا اللاتينيّة، لاسيّما الأدب المكسيكي حيث أقام لفترات طويلة وتشرَّب أجواء هذا البلد. ترجم أعمالًا عديدة لكتّاب مثل (مانويل ريباس، وريكاردو بيجليا، وفرنسيسكو كولواني، وكلاوديا بينييرو، ورفاييل شيربيس) وغيرهم. كرّمه المركز الثقافي الإسباني في روما (ثربانتس) عن مجمل ما قدَّمه في مجال الترجمة عن الإسبانية عام
2003. 
ألف روايات عديدة حاز معظمها جوائز مهمّة وتقديرا واسعا، مثل جائزة (مايستفيست) عام 1988، وجائزة أفضل ربورتاج أجنبي عن المكسيك عام 1997، وجائزة (إمليو سالجاري) عن أدب المغامرات عام 2010، وجائزة (مينرفا) الأدبيّة عام 
2012. 
ومن رواياته: غبار المكسيك، لا ندم في جميع الأحوال، قلب مفرط، الحيتان تعلم، لا أحد يأتيك بزهرة... وغيرها.