«حنونّة} الخالة ام مازن

اسرة ومجتمع 2019/03/01
...

شيماء عماد زبير
 مواقف تمر بنا تسمى (صحوة ضمير مؤقتة) ربما يكون سببها مناسبة دينية او فقدان عزيز أو محنة تتأرجح بين مرض او رزق، فتحل على ضميرنا  طبول تلك الصحوة التي تدفعنا للتخلي عن معاص وأفعال كُنا نقوم بها فنتوقف فجأة لنعمل استدارة جبلية في خط سير حياتنا ونخفف سرعة انطلاق الشهوات الدنيوية.. 
ولكن خلال فترة وجيزة ينتهي مفعول صحوة الضمير المؤقتة، فإذا بنا نهرول مره اخرى باتجاه وادي الأطماع والشهوات وننسى العمل الصالح والضمير والأخلاق !؟ ولا اعرف لماذا ننتقل من حالة الرضا عن النفس إلى عدمها خلال  لحظات؟ ربما لان الكثير منا اصبح يفهم المعنى الحقيقي للرضا على انه احساس المغلوب على أمره او المسكين والمنسدل من صهوة الطموح ، اما الحب أصبحنا نفهمه غاية للوصول اما لغريزة مؤقتة او مصلحة بفائدة آنية تخدم طريقة الحياة ، وبفقدان المعنى لهذين الاحساسين (الحب والرضا)  نكون قد فقدنا وضوح الرؤية لطريق صحيح وهادئ وثابت في الحياة. 
اذكر هنا (حنونَّة خالة ام مازن).. اولا دعوني أخبركم من هي(خالة ام مازن) جارتنا عندما كنا نسكن العطيفية كُنا نقضي أغلب النهار في بيتها نلعب مع أولادها و كل الأطفال متجمعون عندها في البيت، فاغلب أطفال الزقاق يفضلون التواجد في بيت (خالة ام مازن) ولان بيتنا الأقرب الملتصق ببيتها وحديقة الدارين مشتركة من الباحة الخلفية كان هذا يُشعرني بالرضا، لأني أصل أسرع الجميع لأحصل على (الحَنونة) ، وهي معروفة للجميع بانها قرص من الخبز صغير منثور علّيه السكر تخبز في تنور الطين على نار الحطب وهذا أيضاً كان يشعرني بالرضا لأن حصولي عليها كان يغنيني عن حلويات مستوردة في حينها كانت محط أنظار الصغار، كانت تتوفر بكثرة لي بحكم نظرية الطفلة المدللة ، اما اذا رفعتني (الخالة ام مازن) بيدها وجعلتني انظر الى تنور الطين لاراقب (الحنونَّة ) فهذا يعني اني فزت بجائزة ع
ظيمة . 
الرضا بقرص الخبز الحلو لم يجعلني مستسلمة او بدون طموح او متنازلة عن حقي، بل جعلني اكثر سعادة وأعمق فرحاً وأكثر تركيزاً باتجاه الهدف وأسرع في فهم معادلة الحياة، فان حصل وادركتم معنى (الرضا والحب) ستشعرون بان طعم (الحنونة) قريب جداً من طعم السعادة.