{أغنية نفسي} نصوص تؤنسن كتابات بليبل

ثقافة 2021/09/18
...

  بغداد: محمد اسماعيل
 
تساءل الشاعر جاسم العلي، عما تضيفه الأنثى الى الشعر، استهلالا لإدارته احتفالية جمعية الثقافة للجميع بديوان «أغنية رأسي» للشاعرة والاعلامية الزميلة ابتهال بليبل، على قاعة «نازك الملائكة» في مبنى الجمعية.
استعرض العلي سيرة بليبل الحافلة بدواوين ومشاركات فاعلة في مهرجانات محلية وعربية، وقرأت من نص «نهود» الذي جاء في مطلعه: (أنا أنحدر، أترهلُ، كما تفعل نهود الأرامل تحت الثياب. / أنا أسأل عن الحكمة البالغة، كم انحدرن؟ / أنا انتفاخها وتضخّمها. / أنت الدائرة حيث يتعرّج الجلد حول الحلمة الداكنة/ الدائرة.. أول قمر أسمر يبزغ في أفق الطفل). 
 تحدث الناقد علوان السلمان، عن نص الومضة الشعرية، الذي لا يتفق معه، إنما يسميه (نص الصورة) قائلا: «نص ابتهال بليبل استفزازي، نابع من لحظة شعورية خلاقة، تهتم بثقافة الجسد التي تساير التغيرات الحضارية».
أكد السلمان: «دوامات تلوح في نصها المتمرد على الشكل والنقد الايقاعي، مع احتفاظه بمرتكزات قائمة على نمو الحدث سردياً، باعتماد تقنيات أسلوبية كالتكرار التوكيدي، مضيفة موسيقى وترقيقا يدل على الحذف»، كاشفا: «جرب ربط حجارة بقدمي/ ستكتشف أميالا ترابية».. نص يمتاز بقصر جملته وتلميحيته وهي من مميزات أسلوب الومضة، والاسلوب المقتصد في اللغة ببلاغة الانزياح.. نص يدين الحروب من خلال العبارة قدم صناعية ترتكز على الانزياح داخل النص الشعري الذي يكشف عن شاعرة تحمل افكارا حركية دالة على الفعل الانساني.. هذه هي ابتهال بإيجاز».
وعادت الشاعرة إلى القراءة: (ليست صورتي/ تلك التي رأيتها وأنا أغادرني قبل عاصفة ما/ فنظراتي لا تكرّس اليأس كما ينبغي. / بتوهم تخيلتها أنا/ لقد غطّت إضاءة السنوات السيئة كل شيء/ كنتُ قادرة على إظهاره بكامل إرادتي/ أيضا، الأشياء العتيقة، أحياناً، قد تكون ملامحها مشوّهة داخلنا/ لذا، فتلك الصورة لم تعد تشبهني الآن). 
وتحدث الناقد يوسف عبد جويعد: {النص المفتوح في جسد قصائد بليبل.. حان الوقت لتوضع على طاولة النقد.. لا يجنس يحمل شيئا ناهلا من انواع الكتابة لا تحده قواعد ولا أصول، يأخذ حكائية القصيدة والمذكرات والخاطرة وانسنة الاشياء.. وجدت دقة وإتقانا في نص مفتوح حاولت الا تظهره ملامح النص المفتوح.. النصوص تحمل أكثر من تأويل ينفذ الى خيالات حياتنا الخفية، نصوص تنطوي على متعة مشوقة}.
قرأت الشاعرة أيضا: (لن أفتح بابي بعد الآن؛ فهذه الحرب تريد الدخول)، ليتلوها الناقد محمد يونس: {استبدال الازمنة وتوظيف الجمل في تنظيم إزاحي حسب الضرورة الشعرية او العدم في جملة أخرى}.
تهم الناقد د.إسماعيل ابراهيم عبد: {آليات فنية في كتابات ابتهال، منها كفاءة استنباط الاشياء من خلال نص شعري مواز للجنسانية}.
{ساعة الغروب} نص قرأت بليبل منه: {أراني بمزاج سيئ/ مهيّأة هكذا لاجتياح العزلة/ واستيطان حرائقي، وكأنّني أضرم النار تحت الحرمل/ أبخر الكون.. / هذا الدخان، لي، ومسافة لذاكرة مكومة أنبشُ صمتها/ وأحزّ الذي يئنّ داخلي، بينما.. / أصابعي تقلب أوراقي ساعة الغروب/ لتأخذ الجزء الذي يحتويك}.
 في سياق متصل قال د.علاء كريم، لـ«الصباح»: «عديدة هي المتغيرات التي يبحث من خلالها الكاتب عن اجابات يمكن ان تلامس خصوصية الطقس او البيئة التي يعيش فيها» مفيدا: «ابتهال بليبل تلامس او تحاكي الشكل الدرامي في اشتغالاتها» تضافرا مع تنويه الشاعر محمد تركي النصار، الى أن «الميزة الابرز في تجربة الشاعرة ابتهال بليبل أنها اجترحت لتجربتها أسلوباً فيه قوة ابتكار ولعل هذا يتأتى بالدرجة الاساس من امتلاكها خيالا وقوة روح يساعدان في صهر مفردات الواقع وتحويلها الى مادة جمالية تشع دهشة وجاذبية».
ألمح الاعلامي وليد العبيدي لـ «الصباح» أن: «الشاعرة ابتهال بليبل متجددة توصف بأنها شفافة من خلال قصائدها الواقعية وحبها للوطن واسلوبها الشعري المتوهج».
كما وشارك في المداخلات كلٌّ من الدكتور الناقد سعد التميمي والناقد الدكتور أحمد الزبيدي وغيرهما.