أشياء مقلوبة
ثقافة
2021/09/18
+A
-A
حميد المختار
اسمعوا ما تقوله بطلة الرواية: (أمامنا حل وحيد هو الموت فالاستمرار بالعيش داخل قارورة الذل والوجع اليومي لم يعد ممكناً ومثلنا نحن البنات اللواتي لم تتجاوز أعمارهن الثامنة عشرة لن نبايع مثل هكذا حياة، ولكن لا بد من وجود أعمى في مكان ما يخبر الحقيقة للجميع، وهذا كان السبب في بقائي حية لحد الآن هو أن أخبر الجميع أن الواقع يسيء إلى الرب يومياً مثل نعل مقلوب لا يريد أحد أن يعيده إلى وضعه الطبيعي، هكذا فكرنا وهكذا اشتعلت النار بصديقاتي) ص224، وكأن سعد عودة صار هو الشاهد الناطق الصامت الأعمى البصير الذي تنكّب وتدجج ليحمل مهمة ارسال رسالة البطلة (رسالة الرواية)، إلى الناس لكي يفضح القتلة والمغتصبين والفاسدين، إن إحراق البطلات السبع لأنفسهن في دار رعاية المشرّدات هو إحراق لكل القيم الزائفة، إحراق لوطن مثقوب مع محاولة تعديل وضع النعل المقلوب، ربما صار الوطن نعلاً مقلوباً ولكن من يجرؤ على تعديل الوطن وتنظيفه من السفلة والقتلة والفاسدين! .. إن من يقوم بهذا الدور البطولي سيكون مصيره اما الموت حرقاً أو شنقاً أو .. أو .. تتعدد الأشكال والموت واحد وهو حكم قضاء وقضاة السوء وها هو الروائي والشاعر سعد عودة يعلن أنه سيكون اللسان الناطق والفاضح لكل هذه الجيفة العفنة التي ملأت أرواحنا قبل أنوفنا، وعليه فقد وضع قارئه أمام امتحان صعب اما أن يكون مع الفاسدين في صمته وتواريه واغماض عينيه أمام الحقيقة الساطعة واما أن يصرخ مع سعد عودة ويسهم في طبع هذه الرواية بأية طريقة ممكنة وأنا أضع هذه المسؤولية أمام وزير الثقافة وأمام الأخ الشاعر الدكتور (عارف الساعدي) ليطبعها في دار الشؤون الثقافية بعد الاتفاق مع كاتبها.. الرواية الآن موجودة كملف بي دي أف وقد قرأها الروائي الكبير (أحمد خلف) ونشر منها مقطعاً وأشاد بها، والخلاصة أن هذه الرواية تستحق أن نقف معها جميعاً لأنها تحب الوطن وتدافع عن أبناء هذا الوطن المستلب وخصوصاً النساء، فتحية من القلب للروائي الصاعد (سعد عودة) وأنا أعلنها صراحة أنا معك يا صديقي سعد في كل ما تراه مناسباً لطباعة هذه الرواية.