من أخبر النون بذلك؟

ثقافة 2021/09/21
...

 عدنان الفضلي
 
 
من علّمك هذا ...؟
أن الحبّ خيمة تطوى..
بعد سفرة قصيرة؟
أو.. أنه أغنية حالمة تسمعها وقت تشاء؟
من أخبرك بذلك..
أن العشق محض قبلات متبادلة لحظة النشوة فقط؟
أو.. أنه يرتبط بصوت سرير يهتزّ ساعة تأوه؟
من دسّ بداخلك..
أن الهوى..
هو اقتفاء لذكرى رجل ينشد على منصة؟
أو.. أنه طفل روحك التي..
يتساوى فيها الطيش والعذوبة؟
من ذا الذي خرّب ذائقتك..
لدرجة أن تتخيلي أن الحب والقمصان..
يقبلان الخلع من دون ضرورة؟
أو.. شكّك بقدرات لسانك..
على استعادة موسيقى امتصاص الريق؟ 
من شمّع باب جنونك..
ذاك الذي كنت أدخله بارداً
وأخرج منه.. أتصبب عرقاً وقصائد؟
أو.. من غيّر رتاجه..
حتى صار ينفيني الى صحراء ضجرة؟
من دحرج أمنياتك بعيداً..
وأنا الذي حصرتها بين قوسين..
يمتدان من الكحل الى الكحل؟
أو.. كيف لتلك الأمنيات..
أن تتخيل نفسها جياداً خاسرة؟
من سوّر خاصرتك..
فلا رقصة تجمعنا ولا نشيج؟
أو.. من قطع حبل سرّتك التي..
كانت ممتدة..
من أدناي الى أقصاك؟
من سكب على رصيفك زيتاً..
جعلك تنزلقين الى الخفوت..
وأنت التي كنت مشكاة الطرقات اللذيذة؟
أو.. من أطفأ بداخلك النورين..
نور البياض ونور البنفسج؟
من أسهم بزرع الغواية بداخلك..
لتدوسي سنابل حقلنا السومري
الذي وحده فقط..
من أوهم جلجامش.. أن لا عشب ينمو فيه؟
أو.. كيف منحتي الخلود..
تصريح عبور حدود الرغبة؟
من قدّ قميص الكذبة الحلوة..
وجعلها عارية مثل بطاقات الدعوة المجانية؟
أو.. من سهّل مرور الكفّ التي..
نالت من قميصنا المقدود؟
من أفتى لك..
بحكمة كسر الضلع السابع..
لصدر آدم الذي نمت فيه بذرتك؟
أو.. كيف فتقت حجاب الصبر..
الذي كان يحتجز رائحة السراويل؟
من قصّ شريط الوهم..
ورسم على محيّاك كل هذه التصاوير؟
أو.. كيف خالفت السنن التي..
من دونها تصاب شفاهي بالضمور؟
من.. رسم على عنقك هذه السلاسل الصدئة
وطرّزه بنجوم ميتة؟
أو.. من شرّع لك هذه المسلات التي..
تكفّلت بقصّ شريط الانتهاء؟