كمأ وكيم وترمب

آراء 2019/03/01
...

حمزة مصطفى
علاقة جديدة بدأت بالنمو بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والزعيم الكوري الشمالي كيم جون أونغ "الله يثخن لبنهم". كانت كوريا على عهد الرئيس الأميركي الأسبق جزءا من "محور الشر" الذي كان يضم  العراق وإيران. خرج العراق وبقيت إيران وكوريا الشمالية. بيونغ يانغ تمردت وتمكنت من الوصول الى القنبلة النووية. لم يعد أمام واشنطن سوى إتباع سياسة العصا والجزرة. القمة الثانية التي عقدت في فيتنام بين ترمب وكيم بعد قمة سنغافورة يراد لها أن تؤسس لعلاقة جديدة تتوج بإخراج بيونغ يانغ من محورالشر كثاني  بلد بعد العراق يخرج من هذه المعادلة الثلاثية لكن طبقا للإرادة الأميركية في  حالة العراق من خلال الاحتلال المباشر والرؤية الأميركية في حالة كوريا الشمالية عبر المفاوضات.
بالتزامن مع قمة هانوي أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف  استقالته من منصبه. استقالة  سرقت الأضواء لساعات من التحضيرات في هانوي  لقمة ترمب  ـ كيم. الأسباب كثيرة حول أهمية وخطورة هذه الاستقالة. فظريف ليس مجرد موظف بدرجة وزير خارجية في إيران. بل يكاد يكون ركنا أساسيا من أركان  منظومة الحكم الإيرانية. لذلك فإن استقالته تعني الكثير على صعيد العلاقة المتوترة بين الولايات المتحدة وإيران والتي عنوانها الأكبر الموقف من الاتفاق النووي. 
هذا الاتفاق الذي أبرم على عهد الرئيس السابق باراك أوباما والذي يعد ظريف أحد أبرز مهندسيه يبدو في وضع بالغ الصعوبة والحرج معا. ففيما تنجح واشنطن ترمب في وضع حد لطموحات كيم النووية التي بلغت مراحل متقدمة عن طريق المفاوضات ومن ثم تطوير العلاقة الشخصية بين ترمب وأونغ لايبدو إنها مرشحة للنجاح في مفاوضاتها السرية مع طهران.
استقالة ظريف سواء قبلت أم لم تقبل.مضى فيها أم عاد الى منصبه تعني أن الخلافات بشأن البرنامج النووي الإيراني وأسلوب التعاطي معه لم تعد موحدة مثلما كان يشاع داخل منظومة الحكم في إيران. هذه المسألة مهمة أميركيا التي هي على وشك إعلان براءة بيونغ يانغ من تهمة "الشر" في حين لم تجد حتى الآن منفذا مناسبا للتعامل مع إيران سوى من نافذة واحدة هي "المراقبة" مثلما قال ترمب وعبر عين واحدة هي "عين الأسد" في العراق. 
في العراق انتشر "الكمأ" قرب القاعدة وفي مقترباتها وصولا الى الصحارى والبوادي في المنطقة الغربية ليتسيد المطبخ  العراقي  المنزلي ومن ثم يتسلل عبر داعش للمطبخ السياسي. فداعش استغل الكمأ في عمليات الخطف التي جرت بين الثرثار والنخيب. وكعادته فإنه حاول إيقاظ الفتنة الطائفية بين النجف والأنبار وتاليا كل العراقيين عبر إطلاق سراح مختطفي حديثة وقتل مختطفي النجف.وبعيدا عن الكمأ وفي الباغوز السورية القريبة من الحدود العراقية نفذ جريمة جديدة تضاف الى سلسلة جرائمه وذلك  بقتل 50 فتاة أزيدية ذبحا بالسكاكين. كالعادة تلت هذا الخبر حملة إدانة واسعة ودعوات للتحقيق الدولي. حلوة مال التحقيق الدولي.