على الرغم من عدم الاعتراف بها في الغالب كقوة بحرية، الا ان تركيا تعمل منذ عدة سنين  على تطوير قواتها البحرية.

فالبحرية التركية تمتلك نظاما حربيا معاصرا يضم اكثر من مئة سلاح قتالي، ويشمل غواصات وفرقاطات وطائرات حربية هجومية سريعة مزودة بالصواريخ وسفن تعمل ضمن حرب الالغام، كما يوجد لديها سفن حربية جديدة متنوعة في طور البناء.

ومن المقرر أن تنتهي البلاد من بناء محلي لحاملة الطائرات الخفيفة (اناتوليا- الاناضول) بحلول العام 2021، ومن خلال تنفيذ شركة “سيليف شب بيلدنغ” لبناء السفن، تعتمد تركيا على السفينة الحربية (خوان كارلوس1 البرمائية) التابعة للقوة الملكية الاسبانية  في تصميم النموذج التركي، وستستعمل فيها قاذفات “برق F-3B II”.

تشمل التزامات البحرية التركية المشاركة في الحلف الاطلسي وعملياته وتدريباته المتعددة الاطراف، وكذلك عضويتها في قوة اليونيفيل المؤقتة التابعة للامم المتحدة والتي تمارس مهمتها ضمن عمليات حفظ السلام جنوب لبنان، فيما ينظر الى التوترات المزمنة بين كل من انقرة واثينا وغيرها، جميعها كأسباب مهمة اضافية لاحتفاظ تركيا بقوة بحرية كبيرة.

وترد الاخبار في الوقت الحالي عن ان تركيا ستنضم قريبا الى مجموعة النخبة من القوات البحرية التي تعمل مع سفن تتحرك ضمن اشارات استخباراتية محددة.

 

سفينة أفق حاجة ضرورية

ففي التاسع من شباط الماضي تم اطلاق سفينة “أفق” الاستخباراتية من حوض سفن مدينة توزلا، وتحدث الرئيس التركي رجب طيب اردوغان خلال مراسم اطلاقها عن عدم وجود ادنى شك بأن دور السفينة الرئيس سيكون جمع اشارات استخباراتية، واشار الى ان التطورات المحيطة بكل من سوريا والبحر الابيض المتوسط والبحر الاسود تدل على ان هناك حاجة ضرورية لامتلاك سفينة كهذه.

ويعتقد المحللون ان السفينة الجديدة ستركز ايضا على جزيرة قبرص المنقسمة الى دولتين، خصوصا بعد تصريح انقرة عن استيائها من تصرفات حكومة نيقوسيا بسبب تنقيباتها الحالية عن النفط عبر الممرات البحرية المحيطة بالجزيرة الواقعة شرق البحر الابيض المتوسط.

سفينة أفق التي يبلغ طولها نحو مئة متر وحمولة تصل الى 2400 طن يعتمد تصميمها على طراز “آدا” من الفرقاطات التركية، وتشغلها محركات الديزل التي تعتبر افضل من محركات التوربينات الغازية حيث ستمكنها من الوصول الى سرعة 18 ميلا بحريا، كما تحتوي ايضا على منصة تحكم طيران لتعزيز الطلعات التي تقوم بها المروحية الخفيفة، لكنها لا تملك حظائر للطائرات.

وتحمل هذه السفينة الان اسما ورمزا وهو “أفق A-591”، وتعتبر هي الاولى في  تركيا التي تحمل هذا الاسم، وكانت قد خضعت للاختبار والتقييم مسبقا.

كما تظهر أفق بصورة مشابهة لفرقاطات “آدا” التقليدية، حتى مع بعض السمات الهيكلية الرئيسية كالطول والعرض المستقاة من تلك السفن، وبمقارنة بسيطة مع سفينة “آدا” سيظهر هناك فرق بسيط بينهما في الحمولة والسحب والسرعة.

لكن هناك اختلافين واضحين بين هذه السفينة وفرقاطات “آدا”، اولهما ان سفينة افق غير مجهزة بأي نوع من الاسلحة، والثاني أنها رغم امتلاكها مقصورة قيادة لدعم الطائرات المروحية ذات العشرة طن الا انها لا تملك حظيرة طائرات.

وحسب ما اشارت اليه التقارير فان سفينة افق ستكون لها محركات ديزل للدفع الرئيسي بينما سفن “آدا” مجهزة بمحركات غاز وديزل مشتركة، اما سرعتها المعطاة البالغة 18 ميلا بحريا يجعلها ابطأ من سفينة “آدا” التي تصل الى 29 ميلا بحريا.

 

سفينة بصناعة وطنية

واوضح الرئيس التركي اردوغان خلال مراسم الاطلاق بانها تعتبر اول سفينة تصنّع لجمع المعلومات الاستخباراتية بوسائل وطنية، كما اشار الى اهمية الاشارة الاستخباراتية.

ان مهمة هذه السفينة في جمع المعلومات الاستخباراتية يفسر السبب وراء زيادة حمولتها بمئة طن اذا ما قورنت مع فرقاطات آدا، رغم انها لا تملك اجهزة استشعار مرتبطة بالتحكم في اطلاق النار، بالاضافة الى انه لم يفصح كثيرا عن تصميمها الهندسي مقارنة بمشاريع صناعة الدفاع الاخرى.

وقد اعلن اول مرة عن هذا المشروع خلال العرض الذي قدمته شركة SSM للصناعات الدفاعية التركية خلال مؤتمر النظم البحرية السابع الذي اقيم سنة 2017، وكشفت فيه الشركة بكل وضوح عن توقيعها عقدا لاختبار وتقييم هذه

 السفينة.

كما تم الكشف عن معلومات اخرى خلال هذا العرض من قبل الشركة الهندسية STM حيث اكدت انها المقاول الرئيسي للمشروع، أما الشركة المصنعة فهي شركة اسطنبول لبناء السفن، فضلا عن المقاول الثانوي المتمثل بشركة اسلسان التركية للاسلحة الدفاعية وهي المسؤولة عن تصنيع الانظمة التي سيتم استعمالها على متن هذه السفينة لتأدية 

مهمتها.

واظهرت صورة شاركتها شركة STM للسفينة ان المسافة بين ساريتها ومدخنتها لا تحتوي على صواريخ هاربون الثمانية الموجودة في سفن آدا، كما ان البنية الخلفية لسطح السفينة يختلف قليلا ايضا، فبنية مدخنتها اكبر لانها غير مزودة بنظام تحكم عن بعد لمدفعية STAMP او نظاما مضادا للطوربيدات، فسطح السفينة التي تحمل هذه الانظمة هو مضافا لهيكلها.

ولتشابه هذه السفينة في الهيكل والبنية السطحية مع طرادات آدا، فيعتقد بان قياساتها ستكون مطابقة او مشابهة الى حد كبير لسفن آدا التقليدية.