غير بيدرسن: نهاية النزاع السوري بعيدة

الرياضة 2019/03/01
...

دمشق / وكالات
رأى المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن امس  أن «النزاع أبعد من أن ينتهي» في هذا البلد، مقترحاً تشكيل منتدى دولي مشترك بين القوى الدولية للمساعدة في تحقيق السلام في سوريا.
ورأى في أول مداخلة له أمام مجلس الأمن الدولي، أن «منتدى دولياً تعمل من خلاله الدول الرئيسة على مسائل عالقة سيساعد في حلّ تلك المسائل وفي السير بعملية سياسية يقودها سوريون».
وأضاف بيدرسن الذي تولى مهامه في كانون الثاني الماضي، أن «أجزاء كاملة من الأراضي لا تزال خارج سيطرة الدولة»، ويمكن للعصابات الارهابية» أن تولد من جديد من تحت الرماد».
وذكر بأن «11 مليون سوري بحاجة لمساعدة إنسانية»، مثيراً في الوقت نفسه مخاوف الشعب في ما يتعلق بالمفقودين والمعتقلين.
واعرب ايضاً عن أمله في عقد اجتماع للجنة الدستورية «في أسرع وقت ممكن»، فيما لا يزال تأسيس تلك اللجنة سارياً. ورأى بيدرسن أن عقد اللجنة الدستورية «يزيد من احتمال إعادة إطلاق العملية السياسية».
وبحسب خطة الامم المتحدة، فاللجنة الدستورية، التي من المفترض أن تقود عملية مراجعة الدستور وعملية انتخابية، يجب أن تتضمن 150 عضواً، 50 منهم يختارهم النظام، و50 تختارهم المعارضة، و50 يختارهم المبعوث الخاص للأمم المتحدة بهدف الأخذ بعين الاعتبار آراء خبراء وممثلين عن المجتمع المدني.
ولم يتم الاتفاق بعد على محتوى تلك اللائحة الثالثة التي تثير خلافات بين دمشق والأمم المتحدة.
وخلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، أعرب جميع أعضائه عن دعمهم الكامل للمبعوث الأممي، لكنهم أبدوا آراء مختلفة حول الوضع في البلاد.
ورأت فرنسا أن اللاجئين (5,6 مليون لاجئ بحسب الأمم المتحدة)، لا يظهرون رغبة بالعودة إلى سوريا، فيما دعت موسكو من جديد المجتمع الدولي إلى المساهمة في إعادة إعمار سوريا.
وغير بيدرسن هو المبعوث الأممي الرابع إلى سوريا منذ انطلاق النزاع في آذار 2011. وأكد لمجلس الامن أنه يتوقع السفر في الأسابيع المقبلة إلى واشنطن ولندن ودمشق وبكين. 
وتأتي مهمة المبعوث الجديد فيما الوضع الميداني يميل لصالح الرئيس بشار الأسد الذي بات يسيطر على ثلثي الأراضي السورية بعد معارك مع المتطرفيين ومجموعات معارضة.   
بدوره أكد مندوب سوريا لدى مجلس الأمن الدولي، بشار الجعفري، استعداد بلاده للتعاون مع المبعوث الأممي بيدرسن لإنجاح مهمته في تيسير الحوار السوري - السوري، بهدف دفع المسار السياسي قدما.
وقال الجعفري في كلمته أمام المجلس: إن «الحكومة السورية مستعدة لأن تبحث بشكل مباشر مع بيدرسن خلال زيارته القادمة إلى دمشق المواضيع المتعلقة بالتعاون بين الأمم المتحدة وسوريا بما في ذلك تشكيل لجنة مناقشة الدستور ومختلف الجوانب المتعلقة بها»، لافتا إلى أن من أخر إطلاق عمل اللجنة هي الأطراف التي تتدخل في الشأن السوري الداخلي وتحاول فرض أجنداتها وشروطها المسبقة على عمل اللجنة.
وأكد الجعفري أن أي عملية تتعلق بالدستور يجب أن تتم على أساس أن «الشعب السوري هو صاحب الحق الحصري في تقرير مستقبل بلاده من دون تدخل خارجي انطلاقا من قاعدة أن الدستور وكل ما يتصل به هو شأن سيادي بحت يقرره السوريون أنفسهم». 
وشدد الدبلوماسي السوري، على أهمية، إعادة الإرهابيين الأجانب من أوروبيين وغيرهم إلى دولهم، وقال: «تجب مساءلتهم عن الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعبين السوري والعراقي». 
وطالب الجعفري بالرفع الفوري للإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب التي ألقت بآثارها الكارثية على السوريين كافة وألحقت باقتصادهم الوطني أضرارا فادحة وتسببت بمعاناتهم، وبضرورة دعم جهود الدولة في عودة المهجرين واللاجئين إلى منازلهم ومدنهم.
وجدد مندوب سوريا لدى مجلس الأمن، الدعوة لكل من غادر الوطن بفعل الإرهاب للعودة إليه والمساهمة في إعادة إعماره، وقال: «الوطن لجميع أبنائه الذين ينتمون إليه بصدق». 
ودعت وزارة الخارجية السورية مواطنيها في مخيم الركبان للخروج منه والعودة إلى مدنهم وقراهم، مؤكدة أن الدولة السورية ستقدم كل التسهيلات اللازمة لذلك.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء «سانا»، عن مصدر مسؤول في الخارجية السورية قوله: إن دمشق «أكدت من خلال تصريحات كبار مسؤوليها والبيانات الكثيرة لمؤسساتها المعنية، ترحيبها بعودة جميع اللاجئين السوريين إلى وطنهم وأرضهم، مشيرا إلى أن الدولة السورية مستعدة لتحمل جميع مسؤولياتها لتأمين عودة آمنة وكريمة لمواطنيها الذين أجبرتهم الظروف الصعبة التي مرت بها سوريا على مغادرة مدنهم وقراهم».