ضرورة دمجهم بالمجتمع أطفال التوحد.. أسباب وعلاجات

اسرة ومجتمع 2021/09/25
...

  بدور العامري 
التوحد هو اضطراب النمو العصبي الذي يتصف بضعف التواصل الاجتماعي واللفظي وغير اللفظي يصيب الأطفال ما دون السنة الثالثة من العمر، حيث يمتاز باتباع أنماط سلوكية مقيدة ومتكررة، وتشير الاحصائيات الخاصة بمنظمة الصحة العالمية في ما يتعلق بمرض التوحد الى إصابة 1 من بين (100) طفل بهذا المرض وهي نسبة تستدعي القلق، 
اذ يحدث بعمر اقل من 3 سنوات، وتكون إصابة الذكور اعلى من الاناث بنسبة تتراوح بين ( 4 -  5 ) لكل انثى 
واحدة كما يصيب التوائم اكثر من المفرد. 
الدكتورة سجى عبد اخصائية أطفال في مدينة الطب تحدثت لـ (الصباح) عن المرض واهم تفصيلاته قائلة “يمكن تقسيم أسباب مرض التوحد الى مجموعتين رئيستين، إضافة الى أسباب فرعية أخرى، الأولى: وراثية (gentic)، بمعنى اذا كان احد الابوين مصابا بالتوحد، فإن نسبة إصابة الطفل تصل الى نسبة 50 % اكثر من ألاشخاص العاديين، والثانية (عوامل بيئية) مثل التلوث البيئي او العدوى الفيروسية وتدخين الام عند الحمل وتناولها أنواعا معينة من العلاجات والعقاقير.
 
أسباب أخرى
 كما توجد أسباب أخرى متعددة للإصابة بالمرض مثل الرضاعة الاصطناعية، او كونه الطفل الأول للأبوين، كذلك من المحتمل ان  يصاب الأطفال الخدج (اقل من 26 اسبوعا) قد يكون مرض التوحد مصاحبا لإحدى المتلازمات مثل (frogilc) وتسمم الرصاص. وفي سؤال عما اذا كانت هناك علاقة بين بعض أنواع اللقاحات التي يتلقاها الطفل، خاصة بعد ان أثيرت ضجة حول هذا الموضوع قبل فترة، أوضحت الدكتورة سجى انه لا توجد علاقة بين إصابة الطفل بمرض التوحد والتحصينات، حيث أجريت العديد من الأبحاث والدراسات في هذا المجال، ولم تثبت صحة الموضوع، بل على العكس من ذلك وجدت إن إهمال اللقاحات الخاصة بالأطفال يعرضهم لعدد من الامراض الخطيرة ونقلها للآخرين مثل السعال الديكي والحصبة الألمانية وحمى النكاف وغيرها.
 
الاعراض والتشخيص
الطبيبة  سجى عبد أجملت عددا من العلامات والأعراض التي يتميز بها مريض التوحد، مثل ضعف التواصل اللفظي وغير اللفظي والتخاطب كذلك قلة التركيز مع وجود حركات لا إرادية (رفرفة باليدين)، كذلك مسألة عدم الاستمتاع بالمحيط وقلة التواصل الاجتماعي (لا يلعب الطفل مع الاخرين) إضافة الى السلوك المقيد، مثل التمسك بلعبة او حاجة معينة وعدم تكسيرها، موضحة «أن كثيرا من هذه الأعراض تحدث بصورة تدريجية، كما يمكن أن يصاحب مرض التوحد حدوث نوبات صرع، وأمراض أخرى مثل حساسية الحنطة والاسهال او المساك المزمن ، كما توجد أعراض إصابة الذات في حالات معينة، مثل (قضم الجلد ،عض اليد، ضرب الرأس ودبس العين). اما التشخيص فيكون سريريا عن طريق التعرف أخذ التاريخ المرضي للمريض وذلك باستخدام أدوات تسمى (M-CHAT)وهي عبارة عن مجموعة اختبارات يقدمها فريق طبي يشمل اخصائي (النفسية، العصبية، الأطفال والايضية).
 
العلاج
هناك إحصائية أجريت بشأن نتائج العلاج تؤكد تعافي 50 %من المرضى عند مرحلة البلوغ بعد الالتزام بالعلاج، الذي يتطلب فترات طويلة وتعاون الأبوين مع المعلم، حيث يقسم الى عدة اتجاهات منها العلاج السلوكي والنفسي والدوائي، اذ تتوزع مهام العلاج السلوكي ما بين البيت والمدرسة ومتابعة الحالة مع الطبيب النفسي، وتدعو الطبيبة سجى الى أهمية وجود الدعم والتشجيع وزيادة الثقة بالنفس للطفل المريض، عن طريق منح الجوائز عند إتمام المهام والالتزامات وكذلك وجود العقوبات في حال عدم الالتزام والتي تتمثل بتقليل وقت اللعب واللهو، إضافة الى العمل على تطوير مهارات وقدرات الأطفال عن طريق ادخالهم نوادي ومؤسسات تنمي هذه القدرات.
دمج اجتماعي
كذلك يجب على الاسرة العمل باتجاه ادماج طفل التوحد بالمجتمع، ليكتسب مهارات ومؤهلات وعدم فصله عن المحيط الاجتماعي وعدم تركه للأجهزة التكنولوجية والهواتف الذكية، التي تزيد الامر سوءا، إذ بدأنا نشاهد الكثير من الأطفال الذين يستخدمون أجهزة الحاسوب والهواتف الذكية هم اكثر عرضة للإصابة بالتوحد، نتيجة لانفصالهم عن العالم الخارجي وفقدان التفاعل الحقيقي مع الاخرين، بخصوص العلاج الدوائي تقول الدكتورة سجى «يتضمن عقارات تحفيزية تعمل على زيادة تركيز الطفل مع الاخذ بالاعتبار وجود اعراض جانبية مؤقته للعلاج، مثل فقدان الشهية والوزن ومشكلات بالنوم، إضافة الى اضطراب عصبي وحركات لا ارادية.
وفي ذات السياق تنصح بعض 
الدراسات مرضى التوحد بتقليل تناول السكريات والمواد التي تحوي مواد حافظة (المعلبات).