علي غني
قد يندهش البعض لماذا تحول المواطنون من رافضين للانتخابات الى اشد المتحمسين للمشاركة بها، أمور استوقفتني كثيرا، فان الحماس امتد من مواليد (2004) الى مواليد (1930)، بحسب الاشخاص الذين التقيتهم، شيء لا يصدق تتسارع الاحداث، وتتجه انظار العراقيين الى الدورة الانتخابية الجديدة (2021)، ولكن بمواصفات يريدها الناخبون، فما تلك المواصفات التي اجمع عليها الشيوخ والشباب.
المصادفة وحدها جمعتني بالمواطن عبد طلاع الكعبي من مواليد (1930) الذي كان يحضر تجمعا انتخابيا لاحدى المرشحات في منطقته، فقال لي بالحرف الواحد: نحن سنقتدي بشعار المرجعية (المجرب لا يجرب)، لقد مللنا الوعود الكاذبة، والان جئت اسمع من المرشحة في منطقتي، فاذ اقتنعت بكلامها سوف امنحها صوتي، اريد لأولادي (والكلام للكعبي) أن يعيشوا حياة طيبة، تتوافر فيها الخدمات، والمستقبل الزاهر، فانا لم يبق من عمري، ما اطمح به، فقد شارفت على الموت، ولكن (اريد لوطني أن يحيا).
ومن الكلام الجميل الذي سمعته من المواطن الكبير بالسن (عبد) الى مواطن آخر من مواليد (1961) وهو من كبار السن ايضا واسمه نعمة فاضل شهاب، والذي اكد بتصميم عال على دعم الانتخابات وتغيير الوجوه القديمة للنهوض بالوطن نحو الاحسن.
ساشجع اسرتي وأقربائي وجيراني على الحضور المبكر لمراكز الاقتراع من اجل التغيير المنشود، قالها لي بحماس الى الملتقى (يقصد الى موعد الانتخابات).
ملامح التغيير
وبين المواطن غسان ابراهيم من مواليد (1976)، اسباب عزيمته بالمضي الى الانتخابات، لاننا لم نر خيرا من الوجوه القديمة، لانهم لم يقدموا للشعب ابسط مقومات الحياة، كالكهرباء والماء والتعليم والمستشفيات، وليس من المعقول أن يكون إقليم كردستان احسن من العاصمة؟، والجميل في الدورة الجديدة (والكلام لابراهيم) انها مناطقية، فنحن سنكون باتصال دائم مع المرشح (لكونه ابن المنطقة) وسنحاسبه في حال لم ينجح في عمله.
في حين يرى السيد حسين الموسوي من مواليد (1967)، ان هذه الانتخابات ستحمل ملامح التغيير، لان الوطن مر بالعديد من التجارب المريرة، واعطى التضحيات، وتظاهر ابناؤه طلبا لتحقيق العدالة بين جميع فئات المجتمع، فعلينا أن نختار الذي (يطالب بانصاف الشباب)، لانهم مستقبل الوطن، فنحن اخذنا كفايتنا من الحياة، فحان الوقت ليحل اولادنا محلنا لنرتاح، لذلك سنتوجه الى هذه الانتخابات حاملين روح التغيير.
ووصف الشيخ باقر حسين المحياوي هذه الدورة الجديدة من الانتخابات بانها افضل من السابق كونها اصبحت مناطقية، اي ان المرشح الجديد معروف بين ابناء المنطقة، ويمكن تمييز الصالح عن غيره.
محاربة البطالة
اما جيل الشباب، فكانوا يعلقون كثيرا على هذه الدورة الجديدة، لاسيما ان المرشحين من المنطقة نفسها، ويمكن أن نعاتبهم اذ اخلوا بالوعود التي قطعوها على انفسهم، فهذا حسين زيدان من مواليد (1997) خريج هندسة حاسبات، يقول انها فرصتنا في تغيير الوجوه القديمة التي طالما وعدتنا، واخلفت وعودها، نريد من مرشحينا الجدد محاربة البطالة، الى جانب مطالبتهم لنا بالمشاريع الصغيرة، كتعويض عن التعيين، نحن (3) اخوة، وجميعنا بدون عمل، لذلك نحن نبحث عن التغيير، وسوف نحقق اهدافنا.
بينما اكد لنا حسام فوزي حسن من مواليد (1988) خريج الدراسة الاعدادية: انا املك كامل التصور عن المرشح الذي انتخبه، وواثق بانه سيقدم جميع الخدمات للمنطقة، ولكن نريد من المرشحين الجدد أن يركبوا موجة التغيير الذي ينتظرها الجميع.
وعبر حسين شاكر حسن مواليد (1990) عن ان هذه الدورة ستكون من المرشحين الجدد، وسننعم بكهرباء مستقرة وخدمات، ومشاريع لاننا مللنا الوعود الكاذبة من الوجوه القديمة.
وحذر المواطن قاسم جابر (مواليد 1992) من بعض المرشحين الذين يدعون بانهم مستقلون وهم غارقون بالدعم الخارجي، مثل هؤلاء سيتخلون عنا حال دخولهم البرلمان، لذا على الناخب الواعي دراسة المرشح الذي ينتخبه بدقة.
وقال قيس مصطفى من مواليد (1995) وهو من الشباب الخريجين، ويطمح ببناء مشروع (لتصليح الموبايلات): أنا اطمح أن يهتم اغلب المرشحين بمشاريع تشغيل الشباب بدلا من التعيين في دوائر الدولة، وأن يفكروا بحاجة المناطق ومعاناتها مع خدمات الكهرباء والماء والمجاري والانترنت، وتذليل الصعاب في التعليم، لاسيما الاسر التي تعيش تحت خط الفقر، كل هذه الامور يجب أن يهتم بها المرشح الجديد.
ولعل الشاب جاسم علوان (مواليد 2001)، قد اصاب كبد الحقيقة عندما قال: ان نجاح المرشح عندما يقترن سلوكه بفعله على الارض، فعليه أن يعرض برنامجا امام ناخبيه قابلا للتطبيق على ارض الواقع، والا يبالغ في طروحاته، ويصارح الناخبين من جمهوره بما يستطيع تحقيقه.
وقال الشاب حسنين عادل مواليد (1999): انا سأنتخب المرشح الذي يحمل افكارا لتطوير العراق، وجعله من الدول المتقدمة في مجال العلم، وأن يستثمر الاموال المخصصة لمنطقته، ويستطيع أن يجعلها مميزة بين المناطق، وأن يزيد من المساحات الخضراء ويتابع حالة شباب المنطقة عند تقديمهم للحصول على وظائف في مؤسسات الدولة.
ويأمل الشاب حمدان مؤمل من مواليد (1998)، أن تكون هذه الانتخابات نزيهة وتستحق الاشادة وخالية من الاعتراضات، وان تعلن النتائج فور انتهاء التصويت الرسمي، كما اننا نحلم بمجلس نواب يمكنه اقرار القوانين التي تخدم الشعب وتسهم في استقرار البلاد، وأن يتفرغ لقضايا المواطنين بكل امانة وبصراحة (والكلام لمؤمل)، نريد لبلدنا أن يستقر لتزدهر الاعمال، وبذلك يمكننا تخفيف البطالة.
أمنيات
الحقيقة من خلال الحوار الذي أجريناه مع كبار السن والشباب، فقد اجمعوا على الذهاب الى الانتخابات، كأفضل خيار للتغيير، وذلك لتجديد الدم في مجلس النواب من اجل اقرار القوانين التي تسهم في استقرار البلد، واعطاء صلاحيات واسعة لاعضاء مجلس النواب الجدد لخدمة مناطقهم التي انتخبتهم، لذلك على المرشحين في عموم العراق حفظ الامانة، والاتجاه لخدمة الوطن في حال فوزهم، لينعم العراق باستقرار دائم.