الجراحة التجميلية والتصالح مع الذات

اسرة ومجتمع 2021/10/02
...

 آية حسين 
ازداد هوس الجراحة التجميلية بشكل كبير في الآونة الاخيرة، فلم يقتصر على النساء فقط، بل شمل الرجال الذين بدؤوا ينافسون المرأة في الاهتمام بالجمال والاقبال الواسع عليه باشكاله المختلفة، فأصبح جل اهتمامهم ينصب على جمال الوجه الخارجي، ما دفع البعض منهم الى التقليد الأعمى لتبديل الشكل كما تمليه الموضة من نفخ الخدود وشد الوجه وشفط الدهون وتصغير الانف،
 
لا سيما بعد انتشار مراكز وعيادات التجميل، التي تقدم عروضاً مغرية واستخدامها في وسائل التواصل الاجتماعي بشكل متزايد للاعلان عن هذه العروض، بحجة مواكبة الموضة. حيث اتخذت عمليات التجميل شكلاً تجاريا كبيرا، ما شجع الافراد على اجرائها بغية الوصول الى الكمال من دون وجود اي خلل وهمي او حقيقي في المظهر الخارجي، بينما يقدم البعض الاخر على اجرائها لغرض التشبه بالفنانين والمشاهير، ما أدى الى تلاشي الجمال الطبيعي وحل محله الجمال المصطنع القابل لانتهاء الصلاحية، فبات من الصعب التفريق بين الاوجه، بسبب كثرة عمليات التجميل. اليوم اصبح الجمال الطبيعي بمثابة العملة النادرة، كون الاغلب يبحثون عن الجمال الخارجي، على الرغم من خطورة الجراحة التجميلية، اذ تتسبب بالعديد من المحاظر والمضاعفات، التي تكررت مع بعض الأشخاض، مثلاً ظهور الكدمات وتهيج الجلد في منطقة حقن الوجه بالبوتكس، في حين تتسبب عملية تجميل الانف لدى البعض ضيقا في التنفس وضعف حاسة الشم، كما تعد عمليات التجميل سبباً رئيسياً في الامراض السرطانية، وهناك بعض الجراحات التجميلية أدت الى الوفاة، فاصبحوا يعرضون حياتهم للخطر من اجل الجمال الزائل، متناسين أن جمال الروح والاخلاق هما الاساس وما على الفرد مع تغول هذه العمليات، الا أن يتصالح مع نفسه ويركز على ما تميز به من ملامحه الجميلة، وبالتاكيد الله سبحانه وتعالى خلقنا في أحسن تقويم، ولا داعي للعبث بأشكالنا، ويجب على الشخص الذي يعاني من هوس التجميل اللجوء إلى المشورة الطبية.