بين الهوس والجنون.. كرة القدم في يوميات الاسرة

اسرة ومجتمع 2021/10/02
...

  بغداد: غيداء البياتي 
 
يعدُّ الموظف في وزارة التخطيط مجيد العنبكي كرة القدم جزءا اساسيا في حياته فهو يهتم بها وبكل تفاصيلها بشكل كبير؛ ودائم المتابعة لها لا سيما تلك الخاصة بالمنتخب الوطني فهو يقول: «إنها أحد أهم الرياضات لأنها تنشر السلام وتسهم في اصلاح ما تفسده السياسة والاقتصاد، كما انها تجمع بين الغني والفقير، وتعد وسيلة للاتصال بين شعوب العالم في المشرق والمغرب، فضلا عن أنها وسيلة للترفيه عن النفس من خلال متابعتها مع الاصدقاء للابتعاد عن ضغوط الحياة».
لكن لزوجة العنبكي أنعام «47» عاما رأيا اخر، فبعد أن قطعت حديث زوجها عن كرة القدم قالت: «إن تلك المدورة تمكنت من السيطرة بشكل كلي على مشاعره حيث يكون بمزاج سيئ عند خسارة فريقه المفضل، خاصة المنتخب الوطني مما ينعكس سلبا على البيت ويجعلنا بحالة كآبة وانزعاج، ربما تستمر لأيام او أسابيع، فمثلا تلك الخسارة التي سجلها العراق مؤخرا امام نظيره الايراني بفارق ثلاثة اهداف، جعلت من مجيد انسان متحجج وباحث عن المشكلات لأبسط الامور الحياتية، خاصة بعد عودته من المقهى القريب الذي اعتاد مشاهدة تصفيات كأس العالم فيه، لا سيما الخاصة بالعراق، ولغاية اليوم لم يلبِ ولو طلب واحد لي او لأفراد الأسرة؛ وتضيف: اما حين الفوز على الخصم فإن الأسرة تكون بحالة سعادة وارتياح نفسي». 
أنعام أكدت لـ«الصباح»: ان رضا زوجها عنها تحدده نتيجة المبارة فعلاقتهم مرتبطة ارتباطا مباشرا بفوز فريقه او خسارته وذلك واضح من خلال انفعالاته تجاهها، كما أنها رغبت أن تبعث رسالة الى لاعبي المنتخب الوطني من خلال هذا الموضوع، حيث قالت:» رجاء ضعوا بعين الاعتبار أسر عشاق الكرة فبامكانكم نشر الفرح بين افرادهم بالفوز على الخصم، وبيدكم تنتزعون السعادة من بيوتهم ربما لعدة ايام او اسابيع او شهور». 
حال أسرة العنبكي لا تختلف كثيرا عن حال اسرة نبيلة العبادي «51» عاما سوى انها تعاني الامرين من تعكر مزاج ابنتيها مريم وريهام مع والديهما حين يخسر فريقهم المفضل بلعبة كرة القدم، او انها تشعر براحة نفسية وجسدية في آن واحد عند الفوز، خاصة تلك المباريات التي تجمع العراق بالمنتخبات الاخرى، والسبب هو الهوس بتلك المدورة فهي تشير الى أن: «فوز فريقهم المفضل يشعرها بالراحة لأن البنتين تنجزان جميع اعمال المنزل بسعادة، من دون عناء منهما، فضلا عن انهما تبثان طاقة ايجابية في جميع ارجاء المنزل من خلال دندنتيهما بالاغنيات». 
اما عن الزوج فتبتسم العبادي قائلة: «في حال فوز الفريق المفضل لزوجي فإن الطلبات تتحول الى اوامر وانه يقدم لي ما أريد؛ اما عند الخسارة فلا تنفيذ لاي وعد سابق او حالي، ولا يمكنني التحدث بشيء معه، وليت الأمر يقتصر على الزوج فقط، بل تعداه ليشمل البنتين اللتين تمكنت منهما تلك الساحرة المستديرة، ما تقومان باستفزازي مع والديهما بملئهم قائمة من التعليمات ويجبرونني على الالتزام بها، حين بدء المباريات، فأخرج عن المألوف وابدأ بالصراخ وبعض الاحيان أفر من المنزل لساعات، تجنبا للمشكلات مع زوجي وافراد اسرتي». 
نبيلة العبادي «أكدت أنها تخشى بمرور الوقت أن تكون مشجعة متعصبة تتأثر كثيرا بالفوز والخسارة لفريق أسرتها، فمن الممكن أن تخرج من المنزل بانزعاج عندما يخسر الفريق المفضل، او انها تمكث فيه بسعادة ورخاء مع الاب والبنات حين الفوز».