في وقت تتواصل فيه عمليات تصفية بؤر الارهاب المتبقية في سوريا يأتي الحديث عن ضرورة مكافحة بؤر الارهاب والدعاية الاعلامية له الكترويا، وبهذا الشأن ذكرت صحيفة “الوطن” السورية أنه رغم كون تنظيم “داعش” الإرهابي بات في حكم المنتهي، إلا أنه لا يزال ينشط عبر مواقع متعددة له في الإنترنت.
ونقلت “الوطن” عن العميد تركي الحسن الباحث في مركز دمشق للأبحاث والدراسات “مداد”، أن “تنظيم داعش انتهى كبنية عسكرية لكنه أمنيا لم ينته، كما أن التنظيم ليس محصورا في بؤرة معينة بل أصبح تنظيما عالميا وبقاياه لا تزال موجودة في بؤر التوتر”.
وأشار الحسن إلى أن داعش فتح زهاء 90 ألف حساب على مواقع التواصل الاجتماعي خلال خمس سنوات. ومنذ إنشائه قبل عدة سنوات اعتمد التنظيم على شبكة الإنترنت لنقل أخباره، إذ يمتلك العديد من الحسابات على شبكات التواصل الاجتماعي وعددا من المواقع على شبكة الإنترنت . وأشار الحسن إلى أن التنظيم لا يزال موجودا في ليبيا وأفغانستان والأردن ومصر، وأوروبا بشكل مجموعات إذ عاد إلى أوروبا خلال الأشهر الماضية نحو 8500 داعشي.
الاتفاق الروسي التركي
من جانبه أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بنود الاتفاق الذي توصلت إليه روسيا وتركيا حول إدلب، لم تنفذ بشكل كامل بعد. وقال لافروف في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الكويتية “كونا”: “نحث شركاءنا الأتراك على الوفاء بالتزاماتهم بموجب مذكرة استقرار الوضع في منطقة وقف التصعيد في إدلب التي تم توقيعها في 17 ايلول 2018”، مؤكدا على “أهمية الحيلولة دون تعزيز الوجود الإرهابي تحت ستار وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه مع تركيا”. وأضاف لافروف أن “بنود الاتفاق التي تنص على إعلان إدلب منطقة منزوعة السلاح، وسحب جميع العناصر الراديكالية والأسلحة الثقيلة منها، لم تنفذ بالكامل حتى الآن”.
وحذر لافروف من أنه بالرغم من تحقيق استقرار ملحوظ على الأرض في سوريا، والقضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي، من السابق لأوانه الحديث عن زوال خطر الإرهاب من سوريا نهائيا، مشيرا إلى ضرورة بذل جهود كبيرة لتحييد الخلايا النائمة التابعة للتنظيمات الراديكالية.
هجوم ارهابي
وفي الشأن الامني ايضا قتل عدد من جنود الجيش السوري، امس الاحد، وأصيب آخرون خلال التصدي لهجوم إرهابي على نقاط عسكرية على امتداد محور المصاصنة بريف حماة الشمالي.
ونقلت وكالة “سانا” عن مصدر عسكري قوله: “ قامت مجموعات إرهابية مسلحة بمهاجمة بعض نقاطنا العسكرية على امتداد محور المصاصنة بريف حماة الشمالي مستخدمة أنواعا متعددة من الأسلحة بعد تمهيد ناري على نقاط المداجن ــ زور الحيصة ــ خربة معرين، في ظل أجواء جوية سيئة وعاصفة”. وأضاف المصدر: “تصدت قواتنا العاملة هناك واستطاعت التعامل مع المهاجمين، والقضاء على أعداد منهم وتدمير عتادهم وأسلحتهم” . وتابع “اسفر الهجوم الارهابي عن مقتل عدد من الجنود السوريين ، وأصابة آخربن
بجراح”.
عمليات أمنية
وفي سياق الحرب على الارهاب أعلن وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إنهاء تركيا التحضيرات لعملية عسكرية في منطقة منبج وشرق نهر الفرات، شمالي سوريا.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها أكار خلال تفقده منطقة عسكرية. وقال أكار: إن”القوات التركية تنتظر أوامر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان”.
وأوضح: “لم نسمح على الإطلاق بإنشاء ممر إرهابي جنوب بلادنا في شمال سوريا، ولن نسمح بذلك أبدا”.
وأكد أكار أن تركيا ليست لديها مطامع بأراضي البلدان المجاورة بل تحترم وحدتها .
وفي وقت سابق، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن أنقرة مستمرة في التنسيق مع واشنطن وموسكو وطهران حول المناطق الآمنة على الحدود مع سوريا ولم يحدد مساحتها. وقال الوزير: “نحن نعمل لإنشاء منطقة آمنة، ولم تحدد مساحتها بعد، نحن نعمل مع روسيا والولايات المتحدة والشركاء بصيغة أستانا، ولقد التقى فريقنا الفني عدة مرات، ونحن نقدر أن روسيا تتفهم مخاوف تركيا الأمنية لكننا مستمرون في
العمل”.
وفي ما يخص إمكانية نشر قوات شرطة عسكرية روسية في المنطقة الآمنة على الحدود التركية السورية، أجاب الوزير: “أنها (المنطقة الآمنة) خلف حدودنا مباشرة، لذا يجب أن تقود تركيا هذه العملية. لكننا نعمل دائما مع روسيا وسنواصل العمل، بما في ذلك مع الأمن والجيش الروسيين”.
مخيم الركبان
من جانب آخر من المعاناة السورية أعلن مركز المصالحة الروسي في سوريا أن الولايات المتحدة رفضت طلب روسيا السماح بعبور قوافل إلى منطقة التنف لنقل اللاجئين من مخيم الركبان جنوبي سوريا. وقال مدير مركز حميميم لمصالحة الأطراف المتصارعة في سوريا التابع لوزارة الدفاع الروسية، الفريق سيرغي سولوماتين: “على الرغم من النجاح الذي حققته الحكومة السورية في اتخاذ جميع التدابير المعدة لإخراج اللاجئين من مخيم الركبان إلى أماكن سكنهم قبل الحرب، رفض الجانب الأميركي الاستجابة لنداء مقر التنسيق المشترك بين الهيئات في روسيا وسوريا، لتنظيم عودة وإقامة اللاجئين، والسماح بمرور قوافل النقل إلى منطقة
التنف”.
وكانت وزارة الخارجية السورية دعت يوم الخميس الماضي، مواطنيها في مخيم الركبان للخروج منه والعودة إلى مدنهم وقراهم، مؤكدة أن الدولة السورية ستقدم كل التسهيلات اللازمة لذلك.
وفي هذا السياق، عقدت جلسة مشتركة، للهيئات السورية والروسية الخاصة بعودة اللاجئين السوريين إلى الوطن.