حسين علي الحاج حسن.. رجل التراث والثقافة والقانون

فلكلور 2021/10/06
...

  باسم عبد الحميد حمودي
 
هي تسعة وستون عاماً سنوات عمر فتى الفرات الأوسط الباحث اللامع الأستاذ المحامي حسين علي الحاج حسن الجناحي الذي احتفت به مؤخرا مجلة التراث الشعبي وأصدرت له مع عددها الجديد كتابه شبه المفقود (كنايات الريف في الفرات الأوسط).
ويعدّ حسين علي الجناحي واحداً من أبرز باحثي التراث الشعبي الذين اهتموا بالتفاصيل الدقيقة لحركة المجتمع الديواني وتأملاته عبر سلوك وأقوال الفرد والجماعة، ولعلَّ كتابه (جمهرة الأمثال الفراتية) الذي أصدره عن دار النعمان في النجف عام 1967 يعبر عن الكثير من تفاصيل الفكر الشعبي وهو يورد مثله ويؤكده بأمثلة أخرى أتت نتيجة تراكم الخبرة الحياتية واتساعها باتساع صياغات العقل الجمعي الذي يدع مستنير الجماعة يورد مثله نتيجة لتجربة وسبب.
لقد تطلب جمع هذه الامثال وتدقيقها وتبويبها سنوات من عمر الباحث الراحل الذي ولد في مدينة الديوانية في 2 أيار  1935 (وهو يوم ميلاد الملك فيصل الثاني) وتوفي فيها في 27/ 3/ 2004، وبين هذين التاريخين عاش الاستاذ حسين منصرفا الى شغله الشاغل وهو الحياة الشعبية في الفرات الأوسط والدراسات القانونية والتشريعية بوصفه واحداً من الباحثين المشار إليهم في الأحوال الشخصية وأصول الاحكام المعتمدة على الفقه والشريعة، وكان كتابه (عقد البيع في الفقه) الصادر عام 1964 واحداً من مصادر البحث في هذا الجانب، فضلاً عن كتب أخرى.
وكان الباحث قد تخرج في كلية الحقوق ببغداد عام 1961 من دون أنْ يمضي وقتا طويلا في العمل في المحاكم حتى انصرف الى البحث في الأحكام والأصول دون أن يشغله عن ولعه الاساس وهو البحث في التراث الشعبي.
وكان  من  كتب  الباحث التي صدرت (التعريف بالمصادر عن الأمثال) الصادر عام 1966 وكتاب (كنايات الريف) الصادر عام 2000 والمفقودة نسخه والمعاد طبعه حديثاً.
عاصر الراحل مجلة التراث الشعبي منذ صدورها كمطبوع اهلي عام 1963 وعمل رئيسا لتحريرها سنتي (64 - 65)، فضلاً عن كتاباته المهمة في أصول (الهوسة) ولغة البريد الأهلي القديمة بين التجار ولغة الغجر الخاصة مع شروحها، مهتماً بعد هذا برجال الصنعة الالهية وهي صنعة كتب فيها كثيرون في المجلة في مرحلتها الأهلية وتتلخص بالبحث في حيوات أولئك المهووسين في تحويل المعادن الرخيصة الى ذهب وأحلامهم الكبيرة اللامجدية في هذا الشأن.
للراحل الكريم بحوث مخطوطات مهمة في (التفكير الترهي عند العراقيين) و(الألفاظ الأجنبية في لغة الفراتيين) وبحوث أخرى مودعة لدى أسرته، كما اهتم الباحث بالنخوات العشائرية وكتب فيها وفي أصولها ومصادرها، ولكل نخوة حكاية وسبب قام الراحل الكريم
بإثباتها.
بدأ رجل التراث والثقافة والقانون الكتابة في الخمسينيات في صحافة النجف وبغداد وكان في بدء نشأته الأولى تلميذاً جيداً لعمه الأستاذ عبد الحميد ومكتبته العامرة قبل أنْ يغدو كاتبا من طراز خاص معنياً بالبحث الشعبي الميداني المرهق الذي تكاملت خلاله شخصية الباحث الكبير رحمه الله.
إن بحوث حسين علي الحاج حسن الجناحي واسعة تحتاج الى قراءة شافية لجهده المبكر ودراساته الميدانية التي تدفع الى دراسات اخرى عمودها هنا ما دونه الباحث الجليل وأعطاه لنا بغير
منة.