انثروبولوجيا الجنس في بيت الحكمة

ثقافة 2021/10/09
...

 هناء طالب العبودي
 
عقد بيت الحكمة في مجال الترجمة التخصصية أمسية افتراضية عبر الفضاء الإلكتروني لدكتورة الترجمة التخصصية وموضوعة انثروبولوجيا الجنس هناء غني خليف والتي اسهبت في حديثها عنه عربياً وعالميا وهو يواجه انفجارا معلوماتيا بجانب فجوة حضارية بين الشرق والغرب، إذ يعيش العالم اقتصادا معولما قائما على سلعة (المعلومة) فلا بد من حلقة وصل، ولذلك تعد الترجمة وتحديداً (التخصصية) حاجة ملحة وجسرا حضاريا بحسب قولها.
فأية لغة لا تسقى بماء العلوم هي لغة في طريقها الى الموت، كما يقول الدكتور خليل النعيمي، ونتيجة ما توصل اليه العقل البشري من علوم وتكنولوجيا ظهر ما يسمى بالترجمة التخصصية التي تهتم بنقل نوع خاص من الادب والعلوم يقتصر أصحابه بترجمة ميدان واحد فحسب.
والدكتورة هناء غني خليف أحد اعلام الترجمة التخصصية محلياً وعربياً، نقلت باكورة من الاعمال من لغاتٍ أخرى الى العربية منها (العيش في الشوارع) و (أنثروبولوجيا العنف) و (الصراع وانثروبولوجيا حقوق الإنسان) و(الاسلام ودراسات نقدية) و(انثروبولوجيا الاسلام) و(انثروبولوجيا 
الجنس). 
وكان محور الجلسة التي أدارها رئيس قسم الدراسات اللغوية والترجمية في بيت الحكمة الدكتور رضا الموسوي يدور حول كتاب (انثروبولوجيا الجنس- لهاندن دكنز وفيوبل اوفال) ومن ترجمة المحتفى بها، إذ ركزت فيه على الانثروبولوجيا وكيف أنها فعل حب وعلاقة انفتاح وتسامح، كما واستحضرت من خلاله العهود التي ازدهرت في بغداد تحديدا في القرنين الثالث والرابع للهجرة والتاسع والعاشر للميلاد، وغير ذلك.
الترجمة بوصفها حقلا بينيا عابرا للتخصصات والتابوهات من خلال الستراتيجيات المتخصصة، كان هو المجال الذي استدعى المقاربات المعرفية والادبية والانثربولوجية ولذلك ظهرت مفاهيم جديدة في حقل الترجمة التخصصية تماشيا مع العولمة والشبكة العنكبوتية التي لا يمكن الاستغناء عنها وعوامل ومتغيرات معلوماتية متسارعة، وعن أهمية الكتاب وفصوله
 ومباحثه. 
فالحديث عن الجنس ضرورة اجتماعية واقتصادية، وكذلك عن العلاقات الانسانية السلبية والايجابية والصورة النمطية وعكسها وعن الاقصاء والتضمين والفضيلة وجوانبها والحمل والاجهاض والذكورة والانوثة في ظل هذه الثورة المعلوماتية وسهولة السفر والاتصال بمجتمعات أخرى، ودور المتغيرات الاجتماعية حتى تغيير دور المرأة في المنظومة المجتمعية وأثره في العلاقة. 
والكتاب يقع في ثمانية فصول تركز محاورها على التحرشات الجنسية والعلاقات الخارجية والجرائم الجنسية والعلاقات النمطية والمعيارية بين الذكر والأنثى وغير ذلك.